الأسود في اختبار صعب أمام نسور مالي لحسم التأهل للدور الثاني من كان 2025


حرر بتاريخ | 12/25/2025 | من طرف كشـ24 - وكالات

تتجه أنظار الجماهير المغربية، الجمعة 26 دجنبر 2025، إلى ملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط، حيث سيواجه المنتخب الوطني نظيره المالي، لحساب الجولة الثانية من منافسات المجموعة الأولى ضمن نهائيات كأس أمم إفريقيا للأمم.

وتكتسي هذه المباراة أهمية خاصة للأسود، في ظل سعيهم إلى تحقيق فوز ثان تواليا بهدف حسم بطاقة التأهل إلى الدور الموالي.

ويدخل المنتخب الوطني هذه المباراة بمعنويات مرتفعة، بعدما دشن مشواره القاري بانتصار مهم في مباراة الافتتاح على جزر القمر بهدفين لواحد، ما منحه الثقة اللازمة وأزال عن كاهله ضغط البدايات.

وفي المقابل، ينتظر أن يشكل المنتخب المالي اختبارا حقيقيا للأسود، بالنظر إلى قوته وتنظيمه التكتيكي، إضافة إلى حضوره الدائم كمنافس صعب في البطولات القارية.

ولن تكون المهمة سهلة أمام منتخب مالي، الذي يظل من بين أقوى المنتخبات الإفريقية خلال السنوات الأخيرة، ويتوفر على جيل مميز من اللاعبين، أغلبهم تلقى تكوينه الكروي في أوروبا، ويشرف على تدريبه البلجيكي توم سينتفيت، الملقب بـ”صانع المعجزات”، والذي يعرف جيدا أجواء وطقوس المنافسات الإفريقية، حيث سبق له الإشراف على تدريب منتخبات ناميبيا، وزيمبابوي، وإثيوبيا، ونيجيريا، ومالاوي، والتوغو، وغامبيا.

وفي ظل غياب العميد رومان سايس، سيكون خط دفاع المنتخب الوطني مطالبا بالحذر أكثر، لأن المنافس يتوفر على لاعبين مميزين يجيدون اللعب السريع وخلق فرص الإحراز.

ويعد خط هجوم المنتخب المالي أحد أبرز نقاط قوته في هذه النسخة من كأس أمم إفريقيا، بالنظر إلى الأسماء التي يزخر بها، والتي تنشط في بطولات أوروبية قوية، إذ يعتمد على مهاجمين يتميزون بالسرعة والقوة البدنية، إضافة إلى القدرة على استغلال أنصاف الفرص داخل منطقة الجزاء.

ويقود الخط الأمامي للمنتخب المالي البلال تور، مهاجم بشكتاش التركي، الذي يعد من أبرز العناصر الهجومية بفضل قوته في الالتحامات وحسه التهديفي، إلى جانب نيني دورجيليس لاعب فنربخشة، المعروف بسرعته وقدرته على الاختراق من الأطراف وصناعة الفارق في المساحات المفتوحة.

كما يبرز اسم لاسين سينايوكو، المحترف في صفوف أوكسير الفرنسي، كعنصر فعال في التحركات دون كرة والضغط على الدفاعات المنافسة.

وفي وسط الميدان، تتجلى القوة الحقيقية للمنتخب المالي، بوجود لاعبين من طينة إيف بيسوما نجم توتنهام الإنجليزي، وأمادو حيدرا لاعب لايبزيغ الألماني، إضافة إلى مامادو سانغاري من لانس الفرنسي ولاسانا كوليبالي المحترف في ليتشي الإيطالي، وهي أسماء تجمع بين القوة البدنية، والقدرة على افتكاك الكرة، وسرعة التحول من الدفاع إلى الهجوم.

وفي المقابل يتميز المنتخب المغربي بقوة خط وسطه، الذي يجمع بين القدرة على بناء الهجمات وتنظيم اللعب، وبين الحضور البدني والقدرة على استرجاع الكرة، وهو ما يمنحه التفوق في مواجهات الفريقين خصوصا ضد لاعبي مالي أصحاب القوة البدنية والسرعة.

وبخصوص هذه المباراة قال توم سينتفيت في حديث لصحيفة “دي إتش لوسبور” البلجيكية، إنه يعرف المغرب جيدا، حيث خاض مع منتخب غامبيا معظم مبارياته تقريبا على أرضه.

وأوضح قائلا: “المغرب بلد رائع، عصري للغاية، ويتوفر على بنيات تحتية من مستوى عال جدا. هناك كل المقومات لممارسة كرة القدم بشكل جيد”.

وأعرب سانتفيت عن ثقته قبل مواجهة الجمعة التي ستكون بحسبه “صعبة”، لاسيما وأن المغرب يلعب على أرضه وسيستفيد من مساندة جماهيره، وذكر بأنه في عام 2019، فازت غامبيا على المغرب في مباراة ودية بنتيجة 1-0 بمراكش، وذلك في إطار الاستعدادات للنسخة الـ32 من “الكان”، مؤكدا أنه “يعرف بالتالي كيف يهزم أسود الأطلس” وتابع قائلا: “بالتأكيد أكن لهم كل الاحترام، لكننا لا نخشى مواجهتهم”.

ولم يسبق للمنتخب المالي التتويج بكأس أمم إفريقيا، مع العلم أنه سبق له الوصول إلى المباراة النهائية مرة واحدة سنة 1972، كما بلغ دور نصف النهائي 5 مرات، سنوات 1994، و2002 و2004، و2012 و2013.

وتبدو مواجهة المغرب ومالي مفتوحة على كل الاحتمالات، بين طموح أسود الأطلس في حسم التأهل مبكرا ومواصلة انطلاقتهم القوية في البطولة، ورغبة منتخب مالي في تأكيد مكانته كأحد أبرز المنافسين في النهائيات الحالية.