تم الإعلان عن اكتشاف نوع جديد من العناكب في المغرب يُطلق عليه اسم عناكب الدعسوقة، وذلك بسبب اللون الأحمر الواضح لرأسه ودرعه. ويحمل هذا النوع الاسم العلمي Eresus rubrocephalus، وقد جرى توصيفه علميا في دراسة محكّمة نُشرت في شتنبر 2025.
وجرى العثور على هذا العنكبوت بمنطقة قريبة من سيدي علال البحراوي، شمال شرق الرباط، داخل بستان من أشجار البلوط الفليني (Quercus suber) المنتشرة فوق تربة رملية حمراء غنية بالحديد. وتم جمع عينتين ذكريتين في شهري يونيو وأكتوبر من سنة 2021، من منطقة أرضية مغطاة بالنباتات العشبية أسفل الأشجار.
ولا يُعرف هذا النوع حاليا إلا من هذا الموقع الوحيد، ما يعكس ندرته ويؤكد الحاجة إلى تكثيف الدراسات الميدانية بالمنطقة، حسب ما جاء في البحث الذي أشرف عليه يانوش غال من جامعة الطب البيطري في بودابست، بشراكة مع باحثين من المجر والمغرب.
وأوضح الباحثون أن العينات المغربية تختلف بصريا بشكل واضح عن الأنواع القريبة في أوروبا وشمال إفريقيا وآسيا. فعلى الرغم من أن عناكب الدعسوقة معروفة ببطنها الأحمر المنقط بالأسود، فإن هذا النوع الجديد يتميز برأس صدري أحمر بالكامل.
كما يحمل بطن العنكبوت زوجين من البقع السوداء، يتميز الزوج الأول بشكل يشبه قطرة الماء، وهي علامة تفرقه عن الأنواع الأخرى القريبة منه.
ولم يقتصر التأكيد العلمي على الصفات الخارجية، بل شمل فحصا مجهريا دقيقا للأعضاء التناسلية الذكرية، إلى جانب تحاليل جينية شملت ترميز الحمض النووي COI.
وأظهرت النتائج اختلافا وراثيا واضحا عن جميع أنواع Eresus المعروفة، ما يؤكد أن Eresus rubrocephalus يمثل نوعا مستقلا وليس مجرد تنوع لوني.
ويُضاف هذا الاكتشاف إلى مجموعة متنامية من عناكب الدعسوقة التي تم توصيفها حديثًا في المغرب، مثل Eresus almaghrib وEresus gharbi وEresus elhennawyi.
وخلص الباحثون إلى أن هذه النتائج تعزز فرضية وجود منطقة غنية بتنوع الأنواع ومسارات التطور في شمال إفريقيا، مع بروز المغرب كمركز رئيسي لذلك.
وأشار الفريق العلمي إلى أن إجراء دراسات إضافية تجمع بين التحليل المورفولوجي والجيني قد يؤدي إلى الكشف عن أنواع أخرى لم تُسجل بعد.