التوتر يوقظ خلايا قاتلة داخل الرأس تتسبب في فقدان الشعر


حرر بتاريخ | 12/05/2025 | من طرف كشـ24 - وكالات

كشفت دراسة حديثة نشرتها مجلة “سيل” عن الكيفية التي يؤدي بها التوتر إلى تساقط الشعر.

وأوضحت أن الأمر لا يقتصر على رد فعل سريع، بل يشمل أيضا سلسلة من التفاعلات المناعية التي قد تكون لها آثار طويلة المدى على فروة الرأس وصحة الشعر.

الدراسة أجرتها البروفيسور يا-تشيه شو من قسم بيولوجيا الخلايا الجذعية والتجديدية بجامعة هارفارد، بالتعاون مع فريق متعدد التخصصات.

وتشير النتائج إلى أن تساقط الشعر يبدأ بتأثير مباشر للتوتر، إذ ينشط الجسم الجهاز العصبي الودي المسؤول عن “استجابة الهروب أو المواجهة”، ما يؤدي إلى إفراز مادة النورإبينفرين. وعندما يرتفع تركيز هذه المادة، فإنها تتسبب في قتل الخلايا النشطة داخل بصيلات الشعر. ورغم ذلك، يظل هذا النوع من التساقط مؤقتا، لأن الخلايا الجذعية المسؤولة عن إنتاج شعر جديد لا تتأثر، ما يسمح للبصيلات بالتجدد لاحقا.

لكن المفاجأة جاءت من صور مجهرية متقدمة التقطتها الباحثة في جامعة روكفلر أماليا باسولي، والتي كشفت أن البصيلات المتضررة بدت وكأن “حمضًا قوياً صُبّ فوقها”، بحسب وصف فريق البحث. هذا الضرر الشديد دفع العلماء إلى تحليل الأنسجة بدقة أكبر، ليكتشفوا حدوث رد فعل ثانٍ أكثر تعقيدًا: إذ يتعامل الجسم مع البصيلات المتضررة كأنها جسم غريب، فيطلق سلسلة من استجابات المناعة التي تنتهي بتنشيط خلايا T CD8+، وهي خلايا يفترض بها حماية الجسم لكنها تتحول في هذه الحالة لمهاجمة بصيلات الشعر.

وتحذّر الدراسة من أن هذه الهجمة المناعية قد تترك أثرًا طويل الأمد، حيث يمكن للخلايا المناعية المفرطة النشاط أن تعود لمهاجمة البصيلات مرة أخرى مع أي توتر لاحق، الأمر الذي قد يفسر بعض حالات تساقط الشعر المرتبطة بأمراض المناعة الذاتية.

ويؤكد الباحثون أن هذه النتائج تفتح الباب أمام فهم أوسع لأمراض أخرى، مثل السكري من النوع الأول والذئبة والتصلب المتعدد، حيث يلعب التوتر أو التجارب الحياتية القاسية دورا مهما في تحفيز الجهاز المناعي.

وأشادت البروفيسور شو بجهود الفريق متعدد التخصصات الذي شارك في الدراسة، لافتة إلى أن هذا النوع من التعاون بين علوم الأعصاب والمناعة والخلايا الجذعية هو ما يجعل اكتشافات كهذه ممكنة. وقالت إنها مهتمة منذ سنوات بكيفية تأثير تجارب الحياة على أنسجة الجسم، وإن هذه النتائج تثبت أن “طريقة عيشنا قد تؤثر في أنسجتنا بقدر تأثير الجينات التي نحملها”.

وتدعو شو في ختام الدراسة إلى إعادة التفكير في العلاقة بين نمط الحياة والصحة الجسدية، مؤكدة أن التوتر ليس مجرد شعور نفسي، بل قوة بيولوجية قادرة على إعادة تشكيل أنسجة الجسم والتأثير في الأمراض.