كشفت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج عن حصيلة برامج التعليم والتكوين المهني ومحو الأمية والتربية غير النظامية الموجهة للنزلاء خلال الموسم الدراسي 2024-2025، والتي عرفت إقبالًا متزايدًا ومشاركة واسعة من السجناء في مختلف المؤسسات السجنية عبر المملكة.
ووفقًا للتقرير الإحصائي الصادر عن المندوبية، فقد بلغ العدد الإجمالي للمستفيدين من هذه البرامج 23,669 نزيلاً، ما يعكس جهود الإدارة في دعم إعادة الإدماج الاجتماعي وتمكين النزلاء من فرص تعليمية ومهنية داخل السجن.
وأظهرت البيانات أن برنامجي محو الأمية والتكوين المهني شكّلا القطبين الأكثر استقطابًا للنزلاء، في مؤشر على تركيز المندوبية على محاربة الأمية وتعزيز التمكين المهني.
فقد استفاد من برنامج محو الأمية ما مجموعه 6,284 نزيلاً، وهو رقم يعكس استمرار الحاجة إلى تعويض النقص التعليمي لدى فئة واسعة من السجناء، خاصة أولئك ذوي المستويات الدراسية الأساسية أو المنقطعين عن التعليم.
أما برنامج التكوين المهني فقد تصدر قائمة برامج التأهيل بعدد 7,371 مستفيدًا، ما يدل على إقبال النزلاء على اكتساب مهارات عملية ومهنية تسهّل اندماجهم في سوق الشغل بعد انتهاء فترة العقوبة.
وفي الجانب التعليمي، سجلت المندوبية إقبالًا متزايدًا على برامج التعليم النظامي بمختلف مستوياته، من الابتدائي إلى الجامعي، حيث بلغ عدد المستفيدين 7,732 نزيلاً، منهم 2,929 في السلك الإعدادي، و2,139 في السلك الثانوي، و2,664 في التعليم الجامعي.
وتبرز هذه الأرقام أن السجن لم يعد عائقًا أمام متابعة الدراسة، بل أصبح فضاءً متاحًا للتكوين واستكمال المسار الأكاديمي.
كما سجلت المندوبية تنوعًا في البرامج التخصصية الموجهة للنزلاء، من بينها برنامج التكوين الفلاحي الذي استفاد منه 746 نزيلاً، مما يعكس اهتمام الإدارة باستغلال الإمكانيات المتاحة في هذا القطاع الحيوي.
وشمل التقرير أيضًا برنامج “الفرصة الثانية – الجيل الجديد” الذي استفاد منه 232 نزيلاً، إلى جانب 70 مستفيدًا من برامج التكوين التابعة لقطاع التعاون الوطني، و64 نزيلاً في برامج التربية غير النظامية.
أما برنامج التكوين في مجال الصيد البحري فكان الأقل استقطابًا، إذ لم يتجاوز عدد المستفيدين منه 42 نزيلاً.
ويشير العدد الإجمالي للمستفيدين من هذه البرامج (23,669 نزيلاً) إلى أن ما يقارب ربع الساكنة السجنية البالغ عددها الإجمالي 95,658 نزيلا، منخرطون في مسارات تعليمية أو تكوينية، وهو ما يعكس نجاح المندوبية في جعل التعليم والتكوين رافعة أساسية لإعادة الإدماج.