كثفت السلطات المحلية بتازة، منذ بداية الأسبوع الجاري، من مجهودات مواكبة إعادة إيواء الأشخاص بدون مأوى، وذلك في إطار تعزيز قيم التضامن الإنساني وترسيخ روح التآزر الاجتماعي، وتنزيلًا للتوجيهات الملكية السامية الرامية إلى صون كرامة المواطنين وحمايتهم من المخاطر المناخية.
وسهر عامل إقليم تازة، رشيد بنشيخي، شخصيًا على مواكبة هذه العملية للتخفيف من آثار موجة البرد القارس التي تعرفها المنطقة.
وشملت العملية التي انطلقت مساء يوم الاثنين 22 دجنبر 2025، مختلف مناطق الإقليم واستهدفت الأشخاص المشردين والأشخاص في وضعية الشارع، بهدف توفير الحماية اللازمة لهم من تداعيات الانخفاض الحاد في درجات الحرارة.
وتُنفَّذ هذه العملية الإنسانية تحت إشراف لجنة إقليمية تضم السلطات المحلية وأعوانها، وبتنسيق وتعاون وثيق مع المصالح الأمنية، والقوات المساعدة، والوقاية المدنية، والمديرية الإقليمية للتعاون الوطني، إلى جانب ممثلي جمعية مركب الرعاية الاجتماعية بتازة، وجمعية مبادرة شباب فاعل خير، في تعبئة ميدانية تعكس الانخراط الجماعي لمختلف المتدخلين.
وأشارت المصادر إلى أن هذه المبادرة الاجتماعية التضامنية تندرج في إطار فلسفة وأهداف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، حيث تسعى إلى رصد وتتبع هذه الفئة الهشة، ونقلها وإيوائها بمؤسستي الرعاية الاجتماعية المخصصتين لهذا الغرض، ويتعلق الأمر بـ«مركز الإيواء المؤقت للأشخاص بدون مأوى بتازة العليا» ومركز الإسعاف الاجتماعي بواد أمليل.
ويستفيد الأشخاص بدون مأوى من حزمة متكاملة من الخدمات داخل مراكز الاستقبال، تشمل توفير الوجبات الغذائية، والعلاجات الطبية والأدوية الضرورية، والأفرشة، وخدمات الاستحمام والتنظيف، إلى جانب تنظيم أنشطة موازية لفائدتهم، والقيام بوساطة أسرية تهدف إلى تعزيز التماسك الأسري والحد من مظاهر التفكك الاجتماعي.
كما يتم العمل على إدماجهم في النسيج الاقتصادي، ومساعدتهم على إنجاز الوثائق الثبوتية في حال عدم توفرهم على ما يثبت هويتهم، بتنسيق مع المصالح الإدارية المختصة.
وبلغ عدد المستفيدين من عملية الإيواء بمراكز الاستقبال المختصة بإقليم تازة، إلى حدود الساعة، حوالي 300 نزيل، على أن تستمر هذه العملية إلى غاية انتهاء موجة البرد الحالية.