أحدث مقطع صوتي مسرب، منسوب إلى رئيس فريق من الحراس الخاصين المتعاقدين مع شركة نقل كبرى بالدار البيضاء، صدمة واسعة بعدما تضمن تعليمات غريبة تقضي بمنع العمال من استعمال المراحيض إلا بعد الحصول على ترخيص مكتوب مسبق.
وبحسب ما أوردته يومية “الصباح”، فقد ألزم المسؤول موظفيه الراغبين في التوجه إلى دورة المياه، بإرسال طلب مفصل عبر تطبيق “واتساب” مباشرة إلى هاتفه، وانتظار رده الخطي بالموافقة أو الرفض، قبل السماح لهم بالمغادرة. كما طالبهم، عند العودة، بتأكيد التوقيت برسالة جديدة، ليتسنى له إعداد تقرير يرفعه إلى رؤسائه عبر البريد الإلكتروني.
هذا الإجراء، الذي اعتبره كثيرون مهينا، كشف جانبا من ظروف العمل القاسية التي يواجهها الحراس الخاصون، والذين يشتغلون لساعات طويلة قد تصل إلى 12 ساعة يوميا، مقابل أجور هزيلة، دون تعويضات عن المخاطر أو تغطية اجتماعية وصحية لائقة.
وفي تعليق نقابي، أوضح أحد المسؤولين أن ما ورد في التسجيل ليس سوى “رأس جبل الجليد”، مبرزا أن عددا كبيرا من الحراس يعانون من هشاشة عقود العمل، ومن ضغوطات ومراقبة مشددة تحرمهم من أبسط حقوقهم التي يكفلها القانون، مضيفا أن غياب الرقابة الصارمة من قبل الجهات الوصية يتيح لبعض الشركات استغلال العمال كأرقام لإنتاج الأرباح، على حساب كرامتهم وحقوقهم الأساسية.