انضمت مدينة مراكش إلى تصنيف «أكثر 30 حاضرة إفريقية جاذبية»، الصادر عن مجلة “Jeune Afrique” ومعهد Sagaci Research، إلى جانب كل من الدار البيضاء، الرباط وطنجة، وذلك بعد أن كانت غائبة عنه السنة الماضية.
وحلت المدينة الحمراء في المرتبة العشرين إفريقيا ضمن نسخة 2025 من التصنيف المذكور. ورغم موقعها المتأخر نسبيا مقارنة بالمدن المذكورة، تبرز المدينة بأداء جيد في جودة الحياة والخدمات.
وتكشف نتائج التصنيف صورة مزدوجة للمدينة الحمراء: نقاط قوة راسخة في جودة العيش والخدمات، يقابلها ضعف كبير في جاذبية الاستثمار الأجنبي المباشر، حيث حصدت المدينة معدل 7,2 على مستوى جودة الحياة، وهو مؤشر يعكس المزايا التي لطالما ميزت “عروس الجنوب”: مناخ معتدل، تراث غني، مرافق ترفيهية وسياحية متنوعة، وتحسن ملحوظ في البنيات الأساسية خلال السنوات الأخيرة. كما سجلت خدماتها معدل 6,1، ما يؤكد توفر حدّ أدنى من الجودة في القطاعات الحيوية.
ورغم مؤهلاتها القوية، جاءت درجة مراكش في جاذبية الاستثمارات الأجنبية عند 0,2 فقط، وهي من أدنى المعدلات في التصنيف، وهو ما يُبرز فجوة كبيرة بين ما تقدمه المدينة من جودة حياة وبنيات تحتية، وبين قدرتها على ترجمة ذلك إلى مشاريع استثمارية كبرى أو استقطاب رساميل دولية.
ويرى مهتمون، أن هذا الضعف يعكس بنية اقتصادية محدودة تعتمد بدرجة كبيرة على السياحة والخدمات التقليدية، دون قدرة حقيقية على جذب الصناعات الحديثة أو الاستثمارات التكنولوجية، التي أصبحت اليوم محركا أساسيا لنمو المدن الإفريقية الصاعدة.
ويؤكد وجود مراكش ضمن أفضل 20 مدينة في القارة مكانتها الإقليمية، لكنه في الوقت نفسه يكشف حاجة ملحّة لإعادة النظر في نموذجها التنموي؛ فمع أن المدينة حققت تقدما في مجالات العيش والخدمات، إلا أن غياب رؤية اقتصادية موجهة نحو الاستثمار الأجنبي يجعلها خارج دائرة المنافسة مقارنة بمدن مغربية مثل الدار البيضاء والرباط أو حتى طنجة التي كانت المفاجأة في هذا التصنيف.
يشار إلى أن تصنيف “Jeune Afrique” و”Sagaci Research”، يعتمد على تقييم يجمع بين رأي السكان في أربعة محاور أساسي: جودة الحياة، البنية التحتية والسكن، دينامية الشركات والتشغيل، والخدمات الأساسي، إلى جانب مستوى استقطاب الاستثمارات الأجنبية. وهو ما يمنح صورة شاملة حول قدرة المدن الإفريقية على المنافسة والتنويع الاقتصادي.