وجه منصف اليازغي الأكاديمي والباحث في السياسة الرياضية، رسالة إلى سلطات مدينة مراكش، بسبب الإجراءات التنظيمية التي رافقت أولى مباريات كأس إفريقيا للأمم بمدينة مراكش، وأسهمت بشكل مباشر في إضعاف الإقبال الجماهيري على الملعب الكبير، ليصبح من بين أقل الملاعب استقبالا للجماهير خلال هذه التظاهرة القارية.
الرسالة التي جاءت تحت عنوان “رسالة لسلطات مراكش الحمراء… لا تعبثوا بالكان!”، لخصت معاناة الجماهير في الوصول إلى الملعب الكبير، حيث شارك اليازغي تجربته الشخصية، معبراً عن استيائه من الصعوبات التي واجهها للوصول إلى الملعب لمتابعة مباراة جنوب إفريقيا وأنغولا.
يشرح اليازغي في تدوينة نشرها عبر حسابه على “فيسبوك”، أنه غادر الفندق قبل ساعة ونصف من انطلاق المباراة، متوقعا وصولا سهلا بفضل قلة الإقبال، إلا أن مفاجآت المدينة كانت أكبر من توقعاته: ازدحام مروري خانق، وقطع الطريق من طرف رجال الأمن، واضطراره للبحث عن مسارات بديلة أكثر اختناقا، لينتهي به المطاف إلى التخلي عن الحضور نهائيا.
وأضاف المتحدث ذاته، أن اقتراح بعض المارين بوضع السيارة بعيدا والمشي لمسافة 6 إلى 8 كيلومترات كان الحل الوحيد للوصول إلى الملعب، وهو أمر يجعل من تجربة متابعة المباريات في مراكش تحديا حقيقيا حتى لمحبي كرة القدم.
ويرى اليازغي أن الإجراءات الأمنية والتنظيمية، رغم أهميتها، يجب أن تراعي مرونة أكبر وتسهيل وصول الجماهير إلى الملاعب، خصوصا أن ملعب مراكش الكبير مزود بموقف سيارات يعد الأكبر بالمغرب.
وختم اليازغي رسالته بنداء إلى سلطات مدينة مراكش بضرورة مراجعة الخطط المرورية والتنظيمية، وتفادي “قتل” حماس المباريات القادمة، قائلا: “رسالة لسلطات مراكش.. تفادوا قتل مباريات الكان بمراكش، الأمر لا يستدعي كل هذه الإجراءات قليلا من المرونة”.
وكانت جماهير كرة القدم، فوجئت مساء أول أمس الاثنين، بإجراءات تنظيمية وُصفت بالغريبة رافقت أولى مباريات كأس إفريقيا للأمم بمدينة مراكش، حيث تم منع جميع السيارات المتجهة نحو الملعب الكبير، أو تلك التي تسلك الطريق الوطنية في اتجاه الدار البيضاء، على مستوى قنطرة وادي تانسيفت القديمة والجديدة، على بعد يقارب كيلومترين إلى ثلاثة كيلومترات من الملعب.
وهذا لم يشمل القرار فقط الجماهير المتوجهة إلى المباراة، بل طال أيضا مواطنين كانوا في طريقهم إلى منازلهم بالمناطق المجاورة للملعب، ما تسبب في ارتباك مروري كبير، كما طال القرار ايضا حافلات تابعة للكاف كانت تقل الصحافيين، ومن ضمنهم رجال اعلام من المانيا و مصر و الكوتديفوار و جنوب افريقيا الى جانب صاحفيين معتمدين من المغرب، حيث تم اجبارهم على العودة الى طريق فاس و الولوج الى الملعب عبر طريق بوروس.
وقد أدى تحويل المسارات بشكل مفاجئ إلى اختناق مروري خانق، عرقل حركة السير لساعات، وأثار استياء السائقين ومستعملي الطريق، في غياب حلول بديلة واضحة أو توجيه ميداني كافٍ.
أما على مستوى ولوج الجماهير، فقد أُجبر عدد كبير من المشجعين على العودة وركن سياراتهم بأقرب موقف متاح، والمتمثل في الموقف الخاص بمتحف الماء أو محيطه وهي فضاءات غير مهيئة لاستقبال سيارات الجماهير، على بعد يقارب 4 كيلومترات من الملعب الكبير، ما يعني قطع مسافة طويلة مشيا على الأقدام قد تصل إلى نصف ساعة ، وهذا الوضع دفع العديد من الجماهير إلى العدول عن حضور المباراة والعودة إلى منازلهم، تفاديا للإرهاق والتأخر.
ويزداد هذا الإجراء غرابة، بالنظر إلى أن الملعب الكبير لمراكش يتوفر على موقف سيارات يُعد الأكبر من نوعه وطنيا، بطاقة استيعابية تصل إلى نحو 5000 سيارة، غير أنه ظل مغلقا في وجه الجماهير دون توضيحات رسمية، في خطوة أثارت أكثر من علامة استفهام.