شهد منتجع أوكايمدن بإقليم الحوز، خلال الأيام القليلة الماضية، توافدا كبيرا للزوار تزامنا مع التساقطات الثلجية الكثيفة التي عرفتها المنطقة؛ إلا أن هذا الإقبال السياحي رافقته سلوكات وُصفت بـ”الخطيرة”، أثارت موجة من الاستياء والتحذيرات على منصات التواصل الاجتماعي.
وثقت صور ومقاطع فيديو تم تداولها على نطاق واسع، قيام عدد من مرتادي المنتجع بالسير والتنزه فوق بحيرة المنتجع التي تحولت إلى طبقة من الجليد؛ هذا السلوك، الذي يراه البعض “تسلية”، يحمل في طياته خطورة بالغة؛ فالجليد في هذه المناطق غير مستقر ولا يمكن التنبؤ بمدى قدرته على تحمل الأوزان، مما يجعل احتمال انكساره في أي لحظة أمرا واردا جدا، وهو ما قد يؤدي إلى حوادث غرق مأساوية لا قدر الله.
ما زاد من حدة الانتقادات هو غياب المراقبة الفعلية من قبل السلطات المحلية بالمنطقة، رغم أن هذه الأخيرة كانت قد أكدت في بيان سابق ردا على جدل تحصيل مبلغ 15 درهم من الزوار، أن هذا المبلغ هو “رسم رمزي” يهدف إلى تنظيم الفضاء السياحي وضمان سير المرافق وتحسين جودة استقبال الزوار، فضلا عن المحافظة على سلامتهم، غير أن المشاهد الحالية لزوار يخاطرون بحياتهم فوق البحيرة دون أي تدخل أو منع، تضع هذه المبررات على محك المساءلة، وتكشف عن هوة بين “الخطاب التنظيمي” والواقع الميداني.
وفي هذا الإطار، طالب نشطاء ومهتمون بالشأن المحلي، بضرورة تدخل السلطات بشكل عاجل لوضع حواجز وقائية أو لافتات تحذيرية تمنع الاقتراب من البحيرة المتجمدة، مع تكثيف دوريات المراقبة لضمان عدم تكرار هذه المشاهد، وتحول الاستمتاع بجمالية الثلوج في “أوكايمدن” إلى مأساة بسبب لحظة تهور أو تقصير في أداء الواجب المهني للمشرفين على الموقع.