أصبحت التربية الجنسية اليوم أحد المحاور المركزية للنقاش العمومي، في ظل تزايد الاعتداءات الجنسية التي تطال الأطفال وانتشار مظاهر التحرش والعنف القائم على النوع داخل الفضاءات العامة والرقمية.
وفي هذا السياق أكدت بشرى عبدو، رئيسة جمعية التحدي للمساواة والمواطنة، في تصريح خصت به موقع كشـ24، على الأهمية البالغة لإدماج التربية الجنسية داخل المناهج التعليمية الوطنية، معتبرة أن هذا الورش أصبح ضرورة ملحّة لحماية الناشئة وصون كرامتهم الجسدية والنفسية.
وأوضحت عبدو أن التربية الجنسية لا تقتصر على المعارف المرتبطة بالجسد فقط، بل تشمل أيضا إعداد الأطفال، فتيات وفتيانا، لفهم كيفية حماية أجسادهم والتعامل باحترام مع الآخر، مشيرة إلى أن هذا النوع من التربية يلعب دور خط الدفاع الأول أمام تنامي حالات الاغتصاب التي تطال الأطفال من الجنسين، إضافة إلى انتشار ظاهرة التحرش الجنسي في الشارع ووسائل النقل والمساحات الرقمية.
وأضافت رئيسة الجمعية أن غياب الوعي بحدود التعامل الاجتماعي واعتبار كل شيء مباحا لدى فئة واسعة من الناس، يفاقم السلوكات المنحرفة ويُشرعن ممارسات لا أخلاقية مرفوضة بشكل مطلق، وهنا، مؤكدة أن التربية الجنسية تُعد تربية سلوكية وصحية وجسدية ونفسية في آن واحد، لأنها ترتكز على احترام الذات واحترام جسد الآخر.
كما شددت مصرحتنا على أن أهمية هذا النوع من التربية لا تقتصر على الناشئة فقط، بل تشمل كذلك الكبار في سياق العلاقة الزوجية، بما يضمن تعاملا راقيا ومسؤولا مع الحياة الحميمية، بعيدا عن العنف أو السيطرة أو الإهانة اللفظية والجسدية.
واعتبرت عبدو أن غياب التربية الجنسية يؤدي إلى انتشار العنف القائم على الإيحاءات الجنسية، والسب والشتم ذي الطابع الجنسي، وسلوكيات التعري في الفضاء العام، وغيرها من التصرفات التي تُسيء للمجتمع وللإنسان على حد سواء.
وختمت الناشطة النسوية بالتأكيد على أن ترسيخ التربية الجنسية داخل المدرسة والأسرة والمجتمع ككل، سيُفضي لا محالة إلى بناء مجتمع أكثر احتراما وأمنا، خال من أشكال العنف المرتبط بالجسد أو الجنس، وقادر على حماية أجياله المقبلة من مختلف الانتهاكات.