المغرب يحتضن أول مصنع رقائق إلكترونية في أفريقيا


حرر بتاريخ | 11/14/2025 | من طرف كشـ24 - وكالات

يشهد المغرب خطوة صناعية تاريخية تعزز مكانته في سلاسل القيمة العالمية، بعد إعلان مجموعة صينية إقامة أول مصنع لإنتاج الرقائق الإلكترونية في القارة الأفريقية باستثمار يفوق 150 مليون دولار، ما يرسّخ ريادة المملكة في جذب الصناعات المتقدمة.

وبحسب متابعات منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن المشروع يُمثّل نقلة نوعية في مسار التصنيع المحلي، إذ سيسهم في توطين التكنولوجيا وتعزيز الصادرات الصناعية عالية القيمة، مستفيدًا من موقع المملكة الإستراتيجي القريب من أوروبا وأميركا.

يأتي القرار في ظل سباق عالمي لتقليص الاعتماد على آسيا بتوريد الرقائق الإلكترونية، إذ تسعى الشركات الكبرى إلى تنويع قواعدها الإنتاجية، في حين يبرز المغرب بوصفه وجهة موثوقة بفضل استقراره السياسي والاقتصادي وبنيته التحتية المتقدمة.

ويُتوقع أن يفتح المشروع الباب أمام موجة جديدة من الاستثمارات الصناعية الأجنبية في البلاد، خصوصًا في قطاعات التكنولوجيا والبطاريات والسيارات الكهربائية، ما يعزز مكانة المملكة بوصفهًا مركزًا صناعيًا متكاملًا في أفريقيا.

اختارت مجموعة نينغبو ألوي ماتيريالز (Ningbo Boway Alloy Material) الصينية مدينة الناظور لإنشاء أول مصنع رقائق إلكترونية في المغرب، على مساحة تقارب 188 ألف متر مربع.

ومن المقرر أن تبلغ الطاقة الإنتاجية السنوية للمصنع نحو 30 ألف طن من الرقائق عالية الأداء، المخصصة للصناعات الكهربائية والبطاريات والمقاومات الحرارية، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

ويُتوقع أن يتولى الفرع المحلي للمجموعة، باسم “بواي ألوي نيو ماتيريالز موروكو”، إدارة المشروع، على أن تبدأ أعمال البناء في أكتوبر 2026، وتنتهي بحلول عام 2029، لتبدأ مرحلة التشغيل التجاري والتصدير إلى الأسواق الأوروبية والأميركية.

ويستهدف المشروع الصيني في المغرب تقليص آجال التسليم وتعزيز أمن سلاسل الإمداد، خصوصًا للشركات الكبرى المُدرَجة ضمن قائمة “فورتشن 500″، التي تبحث عن بدائل إنتاجية خارج القارة الآسيوية، وسط التحولات الجيوسياسية والقيود التجارية.

ويُعدّ قرار تحويل المشروع من فيتنام إلى المغرب خطوة إستراتيجية تعكس الثقة في بيئة الأعمال المحلية، إذ تملك المملكة مواني متقدمة وشبكة لوجستية متطورة تربطها بأفريقيا وأوروبا، إضافة إلى الاستقرار الذي يميّزها إقليميًا.

كما يتماشى هذا الاستثمار مع رؤية المملكة لتعزيز التحول الصناعي والرقمي، من خلال جذب الصناعات ذات القيمة المضافة العالية، التي تتيح نقل التكنولوجيا وتدريب الكفاءات الوطنية على تقنيات تصنيع الرقائق الإلكترونية المتطورة.

يمثّل هذا الاستثمار الجديد فصلًا مهمًا في العلاقات الاقتصادية بين الصين والمغرب، إذ تنظر بكين إلى المملكة بوصفها بوابة رئيسة إلى أسواق أفريقيا وأوروبا، ما يجعلها موقعًا مثاليًا لتوسيع انتشار الشركات الصينية في القارتين.

المصدر: منصة الطاقة.