النقابة الوطنية للصحة العمومية تستأنف احتجاجها وتلوّح باعتصام مفتوح بمراكش


حرر بتاريخ | 11/18/2025 | من طرف كريم بوستة

أعلنت النقابة الوطنية للصحة العمومية، العضو المؤسس للفيدرالية الديمقراطية للشغل، عن استئناف برنامجها النضالي بجهة مراكش–آسفي، ابتداءً من اعتصام مفتوح داخل المعهد العالي للمهن التمريضية وتقنيات الصحة بمراكش يوم الأربعاء 19 نونبر 2025 ابتداءً من الساعة الحادية عشرة صباحًا، في خطوة تصعيدية تأتي بعد توتر متزايد في القطاع الصحي على المستوى الجهوي.

المكتب الجهوي للنقابة عبّر، في بلاغ شديد اللهجة، عن استياء عميق مما اعتبره انحرافًا خطيرًا في طريقة تدبير الإدارة المركزية للموارد البشرية، والتي — حسب البيان — يفترض أن تلتزم الحياد، غير أنها تواصل “نهج سياسة المحاباة والانحياز” عبر قرارات تضرب مبدأ تكافؤ الفرص، من أبرزها تنقيل “مشبوه” لإحدى المتصرفات نحو التنسيقية الجهوية لمؤسسة الحسن الثاني للأعمال الاجتماعية، في خطوة ترى النقابة أنها جاءت إرضاءً لفصيل نقابي بعينه.

وفي سياق متصل، ذكّر المكتب الجهوي بسلسلة الاحتجاجات التي خاضها دفاعًا عن حقوق الشغيلة الصحية، دون أن تستجيب الإدارة المركزية للملفات العالقة، وعلى رأسها الأزمة التي يعيشها المركز الاستشفائي الجهوي ابن زهر منذ سنة. وبدل معالجة الاختلالات التي وثّقتها المفتشية العامة، تقول النقابة إن المسؤول المباشر عن هذه الوضعية جرى “مكافأته” بتعيينه مندوبًا إقليميًا بالرحامنة، في خطوة أثارت غضب النقابيين.

كما ندد البلاغ بقرار إفراغ مكاتب موظفي إدارة مستشفى ابن زهر وتحويلها إلى غرف استشفائية “لا تصلح للاشتغال”، معتبرًا ذلك إهانة للموظفين ومحاولة لإرضاء جهات تسعى للهيمنة على دواليب القطاع الصحي بالمدينة.

ولم تفت النقابة الإشارة إلى خروقات أخرى مرتبطة بقطبي العلاجات التمريضية بالمستشفى الجهوي ابن زهر ومستشفى الشيخ داوود الأنطاكي، حيث يتهم البيان أحد المسؤولين بالانشغال بالاستقطاب النقابي بدل العمل الإداري، فيما يتهم الثاني بممارسة التضييق على المناضلين وحرمان بعضهم من توقيع الرخص السنوية بسبب انتمائهم النقابي.

أما في إقليم الصويرة، فقد اتهم المكتب الجهوي المندوبية الإقليمية بمواصلة استهداف أطرها باستفسارات “كيدية” وإصدار مذكرات على المقاس تخدم توجها نقابيًا معينًا، بالإضافة إلى التغاضي عن تجاوزات مسؤول بقطب العلاجات التمريضية، والذي — حسب البلاغ — يشتغل بمنطق “الأجندة النقابية” على حساب السير العادي للمؤسسة الصحية.

وفي قلعة السراغنة، تحدّثت النقابة عن “تحكم غير مفهوم” لنقابي متقاعد في دواليب المندوبية الإقليمية والمستشفى الإقليمي السلامة، مشيرة إلى وجود تجاوزات واسعة ستخصص لها بيانًا تفصيليًا لاحقًا.

كما عبّر المكتب الجهوي عن استغرابه لتأخر صرف تعويضات الحراسة والإلزامية والبرامج الصحية بالجهة، دون توضيحات من قبل الإدارة.

أما وضعية المعهد العالي للمهن التمريضية وتقنيات الصحة بمراكش فاعتبرتها النقابة “لا تقل خطورة”، مؤكدة أن المؤسسة تعيش على وقع بنية تحتية متدهورة، نقص كبير في الوسائل البيداغوجية، اكتظاظ أقسام، وغياب مقصف للأساتذة والطلبة، وهو ما يجعل ظروف التكوين “مهينة وغير مقبولة”.

وبناءً على هذا التشخيص، دعا المكتب الجهوي كافة المناضلات والمناضلين إلى التعبئة وتوحيد الصفوف لإنجاح البرنامج النضالي، مؤكدًا أن الدفاع عن كرامة الشغيلة الصحية وحقوقها “خيار لا رجعة فيه”.