بسبب بلوكاج رئيس المجلس الاقليمي.. مقطع طرقي حيوي يتحول إلى ورقة مساومة بتيزنيت


حرر بتاريخ | 07/27/2025 | من طرف زكرياء البشيكري

في الوقت الذي تنتظر فيه ساكنة دواوير إداكوكمار ازدار باقليم تزنيت، الإفراج عن مقطع طرقي يعتبر شريانا حيويا لفك العزلة، يبدو أن المشروع قد سقط ضحية تجاذبات سياسية ضيقة داخل إقليم تيزنيت، حيث طغى منطق الولاءات الحزبية على منطق الأولويات التنموية.

المشروع، الذي يندرج ضمن اتفاقية شراكة بين المجلس الإقليمي لتيزنيت والمديرية الإقليمية للفلاحة، ويهدف إلى تأهيل 16 مقطعا طرقيا، تحول إلى ساحة صراع سياسي عوض أن يكون ورشا من أجل التنمية.

في مقطع فيديو أثار الكثير من الجدل بالاقليم، وجه أحمد باحماد، رئيس جماعة اداكوكمار المنتمي لحزب البام، وهي الجماعة الوحيدة التي يترأسها حزب الاصالة والمعاصرة من بين 25 جماعة باقليم تزنيت، نداء مباشرا إلى رئيس المجلس الإقليمي، داعيا إلى “الإفراج” عن المقطع الطرقي الرابط بين إمزوغن وأمڭاز، مؤكدا أنه مطلب ملح وضرورة استعجالية لتيسير حركة تنقل السكان، خاصة في ظل المعاناة المستمرة مع العزلة.

وأكدت مجموعة من المراسلات التي اطلعت كشـ24 على نسخة منها، أن رئيس الجماعة سلك المساطر القانونية والإدارية، حيث طالب بإيفاد لجنة تقنية مستقلة لتحديد الحاجيات، وهو الطلب الذي نال موافقة اللجنة المختصة بالنظر للأهمية الاستراتيجية للمقطع المعني، كما دعمته فعاليات جمعوية متعددة من خلال مراسلات وجهتها إلى المديرية الإقليمية للفلاحة.

ورغم كل هذه الخطوات، تعثر المشروع في دهاليز الحسابات السياسية، بعدما أبدت جهات محسوبة على حزب التجمع الوطني للأحرار رغبتها في تحويل برمجة المشروع نحو طريق تاكترت – إسگيوار، في خطوة اعتبرها متتبعون محاولة للي ذراع التنمية لصالح أجندة حزبية مقيتة.

ويتساءل مواطنون عن من يعطل فك العزلة عن ساكنة دواوير اداكوكمار ازدار؟ ومن يضع مصلحة الحزب فوق مصلحة ساكنة تعاني منذ سنوات من التهميش والإقصاء؟ وهل يعقل أن تصبح الطرق وسيلة للمقايضة السياسية عوض أن تكون حقا دستوريا تنمويا بديهيا؟

الواضح أن التنمية الحقيقية لم تعد تتعثر بسبب نقص الموارد أو ضعف البنية التحتية، بل بسبب العقلية السياسية التي تقايض الطريق بالصوت الانتخابي، وهو منطق يزرع المزيد من اليأس في نفوس المواطنين الذين لم يعودوا يثقون في نوايا من يفترض أنهم خدام التنمية.