وجّه سمير فارابي، الأمين العام للنقابة الديمقراطية للنقل، انتقادات لاذعة للجهات الوصية على قطاع النقل بالمغرب، مؤكدا في تصريحه لموقع كشـ24 أن وزارة النقل ووزارة الداخلية والحكومة بصفة عامة لم تبذل أي مجهود يُذكر للاستعداد لاستقبال الوفود الإفريقية التي ستحضر منافسات كأس افريقيا 2025 بالمغرب.
وأوضح فارابي أن أسطول سيارات الأجرة ما يزال متهالكا ولم يشهد أي تجديد أو تحسين سواء على مستوى جودة المركبات أو تكوين السائقين، مشددا على أن اللحظة كانت فرصة للدولة من أجل القيام باختبار عملي لإبراز مستوى النقل الذي ينبغي أن يرافق تظاهرات من هذا الحجم، وهو ما لم يتحقق على أرض الواقع.
وأضاف المسؤول النقابي أن الوزارة الوصية لم تصدر أي رخص استثنائية تمكن السائقين من اقتناء سيارات جديدة وذات جودة عالية في إطار دفتر تحملات يضمن خدمة تليق بالزبائن، سواء المغاربة أو الأجانب، فحتى السيارات الجديدة التي اقتناها بعض المهنيين تبقى، بحسبه، من أصناف رخيصة لا ترقى إلى معايير الجودة الدولية.
وانتقد فارابي غياب أي استراتيجية واضحة لتأهيل النقل العمومي قبيل الحدث الإفريقي، معتبرا أن مكتب الدراسات الذي عُيِّن لهذا الغرض لم يقدم أي نتائج ملموسة، وأن الحكومة لم تتخذ أي خطوة عملية لإعداد القطاع بالشكل المطلوب.
كما توقف الأمين العام للنقابة الديمقراطية للنقل عند ملف النقل عبر التطبيقات، مشيرا إلى أن الحكومة لم تقدم إلى حدود الساعة أي حلول أو قرارات تنظيمية، وواصفا الوضع بسياسة دفن الرأس في الرمال، في ظل غياب الجرأة السياسية لاتخاذ قرارات حاسمة من شأنها تطوير القطاع والرفع من جودة الخدمات.
وفي السياق نفسه، شدد فارابي على أن مدينة مراكش، باعتبارها وجهة سياحية عالمية، ما تزال تعاني من انتشار سيارات أجرة متهالكة، دون تمكين المهنيين من رخص لاقتناء سيارات حديثة، كما اعتبر أن القطاع ما يزال يعيش تحت وطأة غياب التقنين، وتفاقم إشكالية العقود، وارتباك الإطار القانوني الذي ينظّم النقل العمومي للأشخاص.
واعتبر ذات المتحدث أن تظاهرة كأس افريقيا 2025 كانت فرصة مثالية لاختبار جاهزية المغرب لكأس العالم، غير أن الحكومة، حسب تصريحه، فشلت في استغلال المناسبة لإظهار أسطول نقل متطور ووسائل نقل حديثة تتلاءم مع انتظارات الزوار.
وختم فارابي حديثه بالتأكيد على أن الحكومة الحالية لا ترقى لمستوى تطلعات المهنيين ولا المواطنين، وأن غياب خطط واضحة واستراتيجيات مستقبلية سيُبقي القطاع في دوامة الأعطاب نفسها، بعيدا عن أي رؤية للإصلاح الحقيقي.