تحول واد الجواهر بفاس إلى أكبر قناة مفتوحة للصرف الصحي بالمدينة، دون أن يدفع هذا الوضع البيئي الكارثي الجهات المسؤولة إلى تدخلات ناجعة لإنقاذ الفضاءات المحيطة من هذه الكارثة البيئية.
ويخترق واد الجواهر جزء كبيرا من أحياء المدينة، فهو يجاور منطقة واد والتي تحتض مؤسسات فندقية وواجهات تجارية كبرى ومدارس خاصة، بالقرب من الواد، وذلك إلى جانب تجمعات سكنية شعبية وأخرى “راقية”. كما يخترق فاس العتيقة، ويمر بالقرب من القصر الملكي. ويصب، في نهاية المطاف، في واد سبو والذي تستعمل مياهه في سقي أراضي فلاحية شاسعة تتزود منها جل المدن بالجهة بالخضر والفواكه.
وفي فصل الصيف تبلغ معاناة الساكنة والزوار الذين يمرون بالقرب من الواد، فإن المحنة تكون كبيرة مع الروائح الكريهة والحشرات المضرة.
وأصبح هذا الواد يجاور فضاء تم إعداده لتجمع الجماهير في إطار ترتيبات احتضان مباريات كأس أفريقيا. واستغربت فعاليات محلية من ترك الوضع على ما هو عليه بينما سيحتضن هذا الفضاء جماهيرا من مختلف الآفاق والبلدان، وسيعاينون الوضع الكارثي لهذا الواد، وسيجبرون للتعايش مع الروائح الكريهة التي تبعث منه.
وكان هذا الواد، وهو ما يظهر من خلال اسمه، يعتبر من الوديان التي تصنع الثروة المائية للمدينة وعدد من المناطق المحيطة، وتستعمل مياهه للسقي. لكن الإهمال وعدم الحزام في مواجهة أعمال التلويث حوله إلى أكبر قناة مفتوحة للصرف الصحي.