مع دخول المغرب رسمياً عصر شبكة الجيل الخامس (5G)، عاش مستخدمو الهواتف المحمولة تجربة غير مسبوقة من حيث السرعة وجودة الاتصال، غير أن كثيرين فوجئوا بـــ نفاد رصيدهم بسرعة أكبر مقارنة بشبكة الجيل الرابع (4G)، ما أثار تساؤلات حول الأسباب الحقيقية وراء هذا الاستهلاك المتزايد للبيانات.
في الواقع، السرعة العالية التي تميز شبكة الجيل الخامس هي السبب المباشر في هذه الظاهرة؛ فكلما زادت سرعة التحميل، زادت كمية البيانات المستهلكة في وقت أقصر، خصوصاً أثناء تشغيل مقاطع الفيديو عالية الدقة أو تحميل الملفات الضخمة أو ممارسة الألعاب الإلكترونية المتطورة.
كما أن التطبيقات الحديثة، مثل خدمات البث المباشر بدقة فائقة ومكالمات الفيديو المستمرة، تستفيد بشكل كامل من قدرات هذه التقنية، مما يؤدي إلى رفع استهلاك الإنترنت بشكل ملحوظ.
وإلى جانب ذلك، تلعب إعدادات الهواتف الذكية دوراً خفياً في تسريع استهلاك الرصيد، إذ تقوم بعض الأجهزة المتصلة بشبكة 5G تلقائياً بـ رفع الصور إلى السحابة أو تنزيل التحديثات دون إشعار المستخدم، ما يزيد من استهلاك البيانات دون ملاحظة فورية.
ولتفادي هذا الاستنزاف، يُوصي الخبراء بـ تفعيل وضع “توفير البيانات”، ومراقبة التطبيقات التي تستهلك أكبر قدر من الإنترنت، مع الاقتصار على استخدام الشبكة في الضروريات، خاصة أثناء مشاهدة المحتوى المرئي أو تحميل الملفات الكبيرة.
وبينما تُعد شبكة الجيل الخامس قفزة نوعية نحو التحول الرقمي في المغرب، فإن الاستخدام الذكي والمتوازن لهذه التكنولوجيا سيتيح للمواطنين الاستفادة من مزاياها الواسعة دون أن يدفعوا ثمن السرعة من رصيدهم.