تتواصل اشغال اعادة تهيئة شارع مولاي عبد الله المعروف بـ “شارع آسفي”، والذي يعتبر من اهم واكبر الشوارع بمدينة مراكش حيث بلغت الاشغال التي انطلقت في فاتح شتنبر الماضي، مستوى متقدما رغم بعض العراقيل التي تبدو اكبر من مختلف المتدخلين.
ويتعلق الامر خصوصا باحد اكبر فضائح احتلال الملك العمومي في تاريخ المدينة الحمراء، حيث تحتل عشرات المحلات التجارية والمقاولات مساحات شاسعة من الملك العام، منذ عقود، دون تدخل يذكر من السلطات المحلية المعنية، حيث صار “التقادم” كلمة السر التي تعفي اي مسؤول ترابي من النبش في هذا الملف، حتى صار اي صاحب مشروع جديد يسير على نهج من سبقه دون ان يستطيع احد التعرض له ، وصارت البنايات تشيد فوق ملك الدولة بشكل عادي في “شارع اسفي” من جهتيه.
واليوم والشارع يعرف احدى اهم اوراش التهيئة التي خضع لها في تاريخه، ومع ذلك تقف جماعة مراكش والسلطات المحلية عاجزة رغم الحاجة الماسة لهذه الامتار المنهوبة، حيث تجد المصالح المعنية نفسها غير قادرة على توسيع الطريق على حساب الرصيف، لان ما تبقى منه قليل، فيما الجزء الاكبر صار في ملكية محلتيه بشكل رسمي، والذين صاروا رسميا اباطرة في هذا المجال، علما ان بعضهم لا يملك سوى دكان لا تتجاوز مساحته بضع امتار ومع ذلك يحتلون ازيد من مائة متر مربع من الرصيف ، ومنهم من لا يملك حتى تلك الامتار في دكان ما، بل شيد فقط في واجهة عمارة ما بتواطؤ مع مالكها، “على عينيك ابن عدي”.
ويشار ان الاشغال المذكورة تمتد على طول يناهز 7 كيلومترات الى غاية مدارة “العياشي” التي تشهد منذ اسابيع اشغال انشاء ممر تحت ارضي لتقليص الازدحام المروري عند تقاطع الطريق المدارية الشمالية الغربية والطريق الوطنية رقم 7 ، ولفك الضغط المروري عند نقطة التقاء الطريق المدارية الشمالية الغربية والطريق الوطنية، على مقربة من الملعب الكبير لمراكش، ومن المفترض ان تغير الاشغال من مظهر الشارع الحيوي والمهم بمراكش، لا سيما بعد عملية التوسيع ومضاعفة مساحة المساحات الخضراء، وتجديد الاثات الحضري وتجديد تصميم الشارع، بما يتماشي مع التحديات المستقبلية، لا سيما وانه يعتبر من الشوارع المهمة التي تؤدي الى الملعب الكبير لمراكش.
وتأتي اشغال إعادة تهيئة شارع مولاي عبد الله في إطار جهود تعزيز البنية التحتية وتسهيل حركة السير بمدينة مراكش، وتشمل أشغال متنوعة بما في ذلك الأرصفة والطرق، وإنجاز شبكة السقي وخلق إمكانيات الولوج لذوي الاحتياجات الخاصة، وتركيب الأثاث الحضري، على غرار الحواجز والمقاعد والأعمدة الجديدة وصناديق القمامة كما سيتم خلال هذه الاشغال، تهيئة الساحات الصغيرة بالشارع، وخلق مساحات للتوقف، فضلا عن التشوير الأفقي والعموديعلى غرار الشوارع الكبرى التي استفادت من اشغال كبرى العام الماضي والاخرى التي تشهد حاليا اشغال مشابهة.