في الوقت الذي تعاني فيه أحياء كثيرة من عدم الاعتناء بحدائقها بالشكل المطلوب، فإن مجموعة من الاحياء بمراكش، تعاني من ما هو افظع، وهو تواصل الحرمان من المساحات الخضراء بشكل كلي.
وابرز مثال يمكن الاشارة اليه هو حرمان ساكنة منطقتين مأهولتين من قبيل المحاميد 7 و المحاميد 9 الممتدتين على طول مساحة مهمة من شارع كماسة من المساحات الخضراء، ما يجعل الاسر تلجأ لجنبات الطريق على مشارف هذه الاحياء، وافتراش الارصفة في مشهد محزن، يترجم مدى حرمان هذه الساكنة من حقها في ظروف السكن اللائق، والتي يفترض ان تتضمن ايضا المساحات الخضراء وليس المجال الاسمنتي فقط
وما يزيد من استياء ساكنة الاحياء المحرومة من المساحات الخضراء من قبيل المحاميد 7 و 9، هو تواجد المساحات المؤهلة والمخصصة لذلك، وتوفر المورد المائي المجاني ايضا، حيث تخترق ساقية كل المنطقة المعنية بجنبات اقامة الازدهار وشارع كماسة، لكن في ظل غياب ارادة المصالح الجماعية والسلطات، التي تتجاهل مطالب تهيئة احدى المساحات المحادية لعمارات الازدهار بشارع كماسة، والتي من شانها ان توفر الملاذ للمئات من الاشخاص، وخصوصا النساء والاطفال، بدل افتراشهم للارصفة وواجهات العمارات.
ويطالب المتضررون من هذا الوضع من عمدة المدينة ورئيس مجلس مقاطعة المنارة، بالتحرك من اجل توفير مساحة خضراء لائقة للساكنة، خصوصا وان الحدائق تبقى الملاذ المثالي للاسر، حيث يبقى الأمل معقود اليوم على تحرك الجهات المختصة من اجل استثمار المورد المائي في خلق مساحات خضراء حقيقية تعوض هذه المشاهد المزعجة، وتحوّل المكان إلى متنفس يليق بساكنة المحاميد 9، بدل أن يبقى شاهدًا على سوء التدبير وتجاهل راحة المواطنين.