في ظل الأوضاع المأزومة التي يعرفها قطاع الصحة بجهة مراكش آسفي، عقد المجلس الجهوي للنقابة الوطنية للصحة العمومية، العضو المؤسس للفيدرالية الديمقراطية للشغل، اجتماعاً طارئاً نهاية الاسبوع المنصرم بمدينة قلعة السراغنة،
وخصص الاجتماع لتدارس الوضع المتردي الذي تعيشه الشغيلة الصحية جراء التضييق والتهميش والاستهداف الممنهج، وما يرافق ذلك من عجز في التدبير وغياب للحوار الاجتماعي المسؤول. وقد سجل المجلس مظاهر الاحتقان غير المسبوق الذي يعيشه القطاع، وفي مقدمتها التضييق على الحريات النقابية وتهديد المناضلين في بعض الأقاليم بالسجن، وتدخل أطراف خارجية عن قطاع الصحة العمومية لتنفيذ أجندات ضيقة،
كما تطرق الاجتماع الى تعثر الحوار الاجتماعي مع إدارة المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش واستمرارها في رفض تنفيذ التزاماتها السابقة، وهو ما عمق أجواء التوتر والاحتقان. كما نبه المجلس إلى الوضعية الكارثية التي يعيشها المعهد العالي للمهن التمريضية وتقنيات الصحة، والتي تهدد جودة التكوين ومستقبل المهنة، فضلاً عن سوء تدبير الموارد البشرية وجهل بعض المسؤولين بالمساطر القانونية، وغياب الأمن داخل المؤسسات الصحية وانعدام الخدمات الأساسية من نظافة وحراسة وبستنة في عدد من المراكز.
وبناء على هذا التشخيص، حمل المجلس الجهوي المديرية الجهوية للصحة والحماية الاجتماعية المسؤولية الكاملة عن الوضعية المزرية وعن عواقب استمرار سياساتها الفاشلة والمتعنتة، داعياً إلى تنفيذ الالتزامات الرسمية الموقعة مع النقابة، وإلى احترام الحريات النقابية والحياد الإداري، ومعالجة الاختلالات الإدارية والفساد الذي ينخر المؤسسات الصحية، مع توفير شروط عمل ملائمة للشغيلة الصحية دون أي تمييز بين الأقاليم.
وقد صادق المجلس على برنامج نضالي موحد بين الأقاليم والمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس، يتمثل في تنظيم وقفة احتجاجية إنذارية مرفوقة بمسيرة أمام مقر المديرية الجهوية للصحة والحماية الاجتماعية بمراكش يوم الخميس 25 شتنبر 2025 على الساعة الحادية عشرة صباحاً انطلاقاً من المعهد العالي للمهن التمريضية وتقنيات الصحة، يليها تنظيم وقفة ومسيرة احتجاجية أمام الإدارة العامة للمركز الاستشفائي الجامعي بمراكش يوم الخميس 2 أكتوبر 2025 على الساعة التاسعة صباحاً.
وفي ختام بيانه، أكد المجلس الجهوي عزمه خوض كافة الأشكال النضالية المشروعة من أجل انتزاع الحقوق وتحقيق المطالب العادلة، داعياً عموم المناضلات والمناضلين إلى رص الصفوف والالتفاف حول النقابة الوطنية للصحة العمومية دفاعاً عن حقوق الشغيلة الصحية وصوناً لمكتسباتها.