المراكشيون يرحبون بالحافلات الجديدة ويأملون توسيع شبكة الخطوط


حرر بتاريخ | 12/12/2025 | من طرف أسماء ايت السعيد

بعد انتظار دام لأزيد من 4 سنوات، استقبل سكان مراكش، خبر قرب دخول الحافلات الجديدة للخدمة بارتياح كبير، لما يمثله ذلك من بصيص أمل لإنهاء معاناة المواطنين مع أزمة التنقل التي أصبحت كابوسا يوميا يتقل كاهلهم. ومع ذلك، يغلف هذا الارتياح نوع من القلق حيال آلية التوزيع، حيث أعرب المواطنون عن أملهم في أن يأخذ المسؤولون بعين الاعتبار الكثافة السكانية الفعلية بمختلف الأحياء والمناطق عند تحديد المسارات وعدد الحافلات المخصصة، بما يضمن الإستجابة لحاجيات مختلف المناطق والضغط اليومي على وسائل النقل.

ووفق ما رصدته “كشـ24″، فقد تركزت مطالب المراكشيين، خاصة مستعملي النقل العمومي، حول ضرورة رفع عدد الخطوط نحو الوجهات التي تشهد كثافة أو تُعد محاور حيوية، سواء داخل المدينة أو بضواحيها، والتي ظلت تعاني من نقص حاد في وسائل النقل العمومي لسنوات.

داخل المدينة، يبرز مشكل غياب خطوط فعالة تربط المحاور الكبرى ببعضها، كما هو الحال بالنسبة لأحياء المسيرة والمحاميد؛ فبالرغم من أن المسافة عبر الطريق المدارية بين المنطقتين لا تتجاوز 6 كيلومترات ويمكن قطعها في 15 دقيقة، يضطر السكان إلى استعمال خطوط طويلة تجوب جل أحياء مراكش، ما يجعل الرحلة تُقارب ساعة كاملة، وقد تتطلب أحيانا استعمال أكثر من وسيلة نقل للوصول إلى الجهة المطلوبة.

كما تعاني الأحياء الجديدة بالمحاميد مثل المحاميد 10، ودوار الكومي ودوار السلطان من غياب شبه تام للحافلات، حيث يضطر السكان إلى اللجوء للحافلات الرابطة بين مراكش وأيت إيمور، بينما يتوقف الخط الحضري عند المحطة الأخيرة في المحاميد 9.

حي بوعكاز قرب مطار مراكش المنارة لا يزال هو الآخر خارج تغطية الحافلات رغم توسّعه وظهور أحياء جديدة بمحاذاته مثل حدائق الشريفية والإقامات السكنية القريبة من فضاء المواطن، والاحياء المخصصة للفيلات الممتدة إلى غاية طريق الشريفية، وهو ما يجعل ربط هذه المناطق ضرورة ملحّة في ظل النمو العمراني المتسارع.

ومن بين المطالب الملحّة أيضا، إحداث خطوط خاصة تربط مجموعة من المحاور، مثل تامنصورت وأحياء المسيرة، بالحي الصناعي، نظرا لكون هذا الأخير يحتضن فئة كبيرة من العمال والموظفين والمستخدمين الذين يحتاجون بشكل ملحّ إلى وسائل نقل آمنة ومباشرة نحو أماكن عملهم. فغياب هذه الخطوط يدفع الكثيرين إلى الاعتماد على “النقل السري” بكل ما يحمله من مخاطر وتحديات.

مواطنون يطالبون أيضا بربط، الحي الجديد بسيدي يوسف بن علي بكل من مستشفى محمد السادس ومستشفى ابن سينا بمنطقة عين مزوار، وذلك لتسهيل تنقل المرضى وذويهم. كما يطالب السكان بخط يربط جامع الفنا عبر جليز بحي زهور تاركة الذي يشهد كثافة سكانية مهمة دون أن يتوفر على تغطية مناسبة للنقل العمومي.

وفي تامنصورت، ورغم أنها تُعد من أكبر التجمعات السكانية الحديثة، ما يزال غياب الربط الداخلي بين أحيائها أحد أبرز الإشكالات، إذ يطالب السكان بتوفير حافلات تربط بين الأحياء الداخلية للمدينة، أو إعادة العمل بالنظام القديم الذي كانت بموجبه الحافلات المتواجدة تجوب مختلف أحياء المدينة الجديدة قبل الوصول إلى موقفها النهائي.

أما على مستوى الأقاليم والجماعات المحيطة، فقد تكررت مطالب رفع عدد الخطوط نحو عدد منها، خصوصا الجماعات المتاخمة للمدينة من قبيل جماعة سعادة وأحيائها، التي تعاني من ندرة كبيرة وسائل النقل رغم كثافتها السكانية.

ومع المرحلة الجديدة التي تدخلها المدينة في تدبير النقل الحضري، يرى عدد من المهتمين أن نجاح التجربة مرتبط باستغلال المسارات الطرقية المتاحة داخل المدينة أولا، لإنهاء معاناة ساكنة الأحياء الداخلية، ثم توسيع الشبكة لتشمل الضواحي بشكل عادل؛ فتعزيز الربط الداخلي سيساهم في تخفيف الاكتظاظ، وتسهيل التنقلات اليومية، ودعم تطور الأحياء الحديثة التي ظلت خارج تغطية النقل العمومي لسنوات.