شهد الحي الصناعي القديم لمراكش الذي يوجد بالمجال الترابي لمقاطعتي المنارة وجلي، تحولا جذريا على جميع الأصعدة، بعد اعتماد تصميم التهيئة الجديد للمنطقة، الذي يسمح بموجبه بإنشاء المباني ذات الطابع السكني والتجاري، عوض ما كان معمولا به سابقا حيث كانت المنطقة مخصصة للوحدات الإنتاجية، المعامل والشركات الصناعية.
ويعكس هذا التغيير الطموح في منح المنطقة طابعا حضريا متعدد الوظائف، لكنه يثير تساؤلات حول جاهزية البنية التحتية لاستيعاب هذه التغيرات، خصوصا مع الارتفاع المتوقع للكثافة السكانية وكمية الحركة المرورية، في ظل غياب مواقف كافية للسيارات ومرافق عامة تدعم هذا التحول.
وأشار مهتمون بالشأن المحلي، إلى أن الشوارع والأزقة بالمنطقة تعود أغلبها إلى فترة الاستعمار الفرنسي وما تلاها، ما يجعل إعادة هيكلتها أمرا ضروريا لضمان سلامة الحركة المرورية، وتسهيل الخدمات الأساسية، وتحقيق تصور حضري مستقبلي متكامل ومتوازن.
وتساءل المهتمون، ما إذا كان المجلس الجماعي لمراكش قد فكر في إعداد خطة شاملة لإعادة هيكلة شوارع وأزقة هذه المنطقة، بما يتماشى مع التحول إلى منطقة سكنية وتجارية عصرية، مشددين على أن نجاح هذا التحول يعتمد بشكل أساسي على التخطيط المستقبلي المدروس وتطوير البنية التحتية.