قدّم عبد الصادق آيت عابد، نائب والي أمن أكادير، خلال مشاركته في الجلسة الثالثة من الندوة المنعقدة أمس بأحد فنادق المدينة تحت عنوان “جاهزية أكادير الكبير لاحتضان التظاهرات الرياضية الكبرى”، رؤية أمنية مفصلة استعداداً لنهائيات كأس إفريقيا للأمم.
وأكد ايت عابد أن نجاح هذا الحدث القاري يمر أولاً عبر التزام الجمهور بالسلوك الحضاري واحترام الضوابط التنظيمية سواء داخل الملاعب أو في محيطها.
وأوضح المسؤول الأمني أن ولاية أمن أكادير تعمل وفق حزمة مترابطة من الإجراءات، تبدأ بتعزيز بنياتها عبر تشغيل مركز القيادة والتنسيق الذي أصبح الركيزة الأساسية للمراقبة الاستباقية، مروراً بالرفع من جاهزية الموارد البشرية، وانتهاءً بتطوير المخططات الميدانية المرتبطة بتأمين كافة جوانب هذا الموعد الرياضي.
وأشار آيت عابد إلى أن مركز القيادة والتنسيق أحدث نقلة نوعية في تدبير الشأن الأمني، إذ يمكّن من تتبّع المرافق الحيوية وأهم نقاط المدينة عبر شبكة واسعة من الكاميرات المنتشرة في الشوارع، والمناطق السياحية، ومحيط الملاعب. ويسمح هذا النظام برصد حركة السير والتعامل الفوري مع أي وضع غير عادي، بفضل أطر تلقت تكوينات تقنية متخصصة بالمعهد الملكي للشرطة، ما يرفع من فعالية التدخلات الميدانية.
كما كشف عن أن ترقية مفوضيتي تيكوين وأيت ملول إلى منطقتين أمنيتين تأتي في إطار تعزيز القرب الأمني وتجويد الخدمات، استعداداً للحركية الكبيرة التي ستعرفها أكادير خلال فترة البطولة. وقد تم دعم هذا التوجه بإحداث فرق متخصصة قادرة على التعامل مع مختلف السيناريوهات التي قد تفرضها التظاهرات الكبرى، سواء داخل المدينة أو بالقرب من المنشآت الرياضية.
وفي الجانب الميداني، شدد نائب والي الأمن على أن المخطط الذي تعتمده ولاية أمن أكادير يشمل تدبير حركة السير داخل المدينة وبمحيط الملعب، وتأمين المناطق السياحية والمسارات الرئيسية، وحماية المنتخبات المشاركة والحكام والضيوف الرسميين داخل أماكن إقامتهم. كما تشمل الإجراءات مواكبة تنقل المنتخبات نحو الملاعب، وتأمين فضاءات التداريب، وضبط حركة الجماهير بعد المباريات لتفادي الازدحام والاختلالات التنظيمية.
وتتوسع المقاربة الأمنية لتشمل، وفق ما عرضه آيت عابد، تأمين فضاءات المشجعين التي ستُعتمد خصيصاً خلال منافسات الكان، إضافة إلى حماية الأنشطة الاقتصادية والثقافية والترفيهية الكبرى المتزامنة مع الحدث، مثل مهرجان تيميتار واحتفالات رأس السنة، دون التأثير على السير العادي لباقي خدمات الأمن الموجهة للمواطنين.
وتبرز هذه المعطيات أن ولاية أمن أكادير تعتمد رؤية استباقية متكاملة ترتكز على تحديث البنيات والتجهيزات، والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة، وتأهيل العنصر البشري، بما يضمن استقبالاً آمناً وتنظيماً محكماً لهذه التظاهرة القارية.
وفي المحصلة، يواصل الأمن المغربي تأكيد حضوره كقوة مهنية موثوقة قادرة على تأمين أكبر المناسبات الدولية، مستنداً إلى نجاحاته السابقة في مونديال قطر 2022، ومساهمته في تأمين أولمبياد باريس، وعدد من الأحداث الكبرى، وصولاً إلى الجمعية العامة للإنتربول التي احتضنتها مراكش، مما يعزز صورة المغرب كبلد مستقر ومؤهل لاستضافة أبرز الفعاليات العالمية.
—