لا يزال الغموض يلف الأزمة التي تفجرت في الزاوية القادرية البودشيشية بعد وفاة الشيخ جمال الدين القادري بودشيش. ولجأ أنصار معاذ القادري، الابن الأصغر الذي دخل في صراع طاحن مع شقيقه منير القادري بودشيش، حول المشيخة، إلى إشهار وثيقة تنازل هذا الأخير، مطالبين منير بإنهاء الأزمة، عبر الخروج بتصريح لتأكيد التنازل.
وكان منير القادري قد صرح مباشرة بعد وفاة الشيخ جمال الدين القادري بودشيش، بداية شهر غشت الماضي، بأنه الشيخ الجديد للزاوية، بناء على وصية الجد حمزة القادري بودشيش، والأب جمال الدين القادري بودشيش. وتم الترويج لتسريبات تفيد تنازل منير لفائدة معاذ، قبل أن يسود الغموض من جديد في مقر الزاوية الرئيسي بمنطقة مداغ، نواحي بركان.
وبسبب هذا الوضع تم إلغاء الملتقى السنوي الذي تنظمه الزاوية بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف. ويحج عشرات الآلاف من المريدين، داخل وخارج المغرب، إلى مقر الزاوية خلال أيام هذا الملتقى الذي اقترن تنظيمه باسم منير القادر بودشيش. وأعلن معاذ بدوره لاحقا إلغاء كل الاحتفالات التي تقام في الزاوية بهذه المناسبة، ودعا الأتباع إلى إحياء هذه الذكرى في مقرات الزاوية بالجهة، في حين قرر أنصار منير مقاطعتها، وقالوا إنهم سيحيون الذكرى في بيوتهم برفقة أفراد أسرهم.
ولجأ أنصار معاذ، في الأيام الأخيرة، إلى تسريب وثيقة تنازل منير. وجاء في هذه الوثيقة تعبير عن استعداد كامل للتعاون مع شقيقه الأصغر في مهمته كشيخ في أمور الظاهر والباطن للطريقة القادرية البودشيشية، وهنأه على توليه هذه المهمة الإحسانية المباركة. كما أكد بأنه سيظل وفيا لتوجيهات وتعليمات صاحب الجلالة، محمد السادس، خادما وفيا للثوابت الدينية والوطنية.