كان المغرب.. الأسود في رحلة البحث عن “اللقب الأفريقي المفقود” منذ نصف قرن


حرر بتاريخ | 12/21/2025 | من طرف كشـ24 - وكالات

أخيرا، يرفع الستار عن النسخة 35 من نهائيات كأس الأمم الأفريقية بمباراة افتتاح يواجه فيها الأحد البلد المضيف المغرب نظيره جزر القمر.

ويتطلع الأسود لـ”استعادة اللقب المفقود” منذ نصف قرن وإضافة نجمة ثانية في المسابقة إلى رصيدهم. ويبدو أن كل شيء جاهز ليدشن حكيمي وزملاؤه انطلاقة قوية، يأمل الجمهور المغربي أن تدعم طموحه في معانقة الكأس مرة ثانية.

وكان الركراكي قد أعلن قائمة اللاعبين الذين سيدافعون عن الألوان المغربية في هذه الدورة. وبقي المدرب المغربي وفيا عموما للائحة المعهودة التي كانت أسماؤها حاضرة باستمرار في المباريات الودية للأسود.

ولعل حكيم زياش هو أبرز الغائبين عن هذه البطولة، ولهذا الغياب ما يبرره جراء محن المهاجم السابق لتشلسي في المحافظة على توهجه بعد مونديال قطر في الأندية التي لعب لها، وكان من الطبيعي أن عدم حضوره على الملاعب بشكل منتظم أن يترجم لغياب قسري ضمن قائمة الأسود.

لكن الركراكي نجح في شغل الفراغات التي تركتها بعض الغيابات. فإضافة لزياش، حرم المنتخب المغربي من خدمات جناح آخر متميز خلال المونديال الأخير وهو سفيان بوفال. وقصت المجموعة من جناحيها، لكن ثراء الخزان المغربي باللاعبين المتميزين سهل مأمورية الناخب المغربي في إيجاد البديل.

أسماء تغيرت والانتصارات ظلت نفسها
هناك أسماء تغيرت لكن المجموعة استطاعت أن تحافظ على إيقاع النتائج الإيجابية. وكانت الحصيلة مهمة للغاية، حيث راكم الأسود الفوز تلو الفوز، ليحققوا رقما قياسيا هو الأول من نوعه عالميا في عدد الانتصارات بشكل متوالي، وبلغ 17 انتصارا، فيما ظل الأداء باستمرار محط بعض الانتقادات مخافة أن يكون غير مجد أمام منتخبات أكثر شراسة من تلك التي فاز عليها في المواجهات القارية أو الإعدادية.

هذه الأسماء التي أتى بها الراكراكي عقب المونديال أكدت مكانتها ضمن مجموعته، بل هناك من أثبت أنه رقم لا محيد عنه في التشكيلة الرسمية مثل لاعب روما نائل العيناوي، إضافة إلى لاعبين آخرين كانوا على دكة الاحتياط في نهائيات كأس العالم بقطر، وتم دمجهم في التشيكلة الرسمية كالجناح الطائر لريال بيتيس الإسباني عبد الصمد الزلزولي.

وقال الركراكي الذي كان وعد بالتتويج في نسخة 2024 في ساحل العاج لكن “أسود الأطلس” ودعوا من ثمن النهائي: “انتظرنا هذه اللحظة منذ الإقصاء المرير. عملنا لمدة عامين على هذه المباراة ونعي بالمسؤولية الملقاة على كاهلنا والهدف مثلما قلنا سابقا هو الفوز باللقب أمام جمهورنا وبذل كل ما في وسعنا ونملك اللاعبين جاهزين”.

“لا يوجد ضعط في كرة القدم”
توجد المجموعة تحت ضغط رهيب، لأن المغرب وجماهيره تراهن على هذه الدورة لاستعادة اللقب المفقود منذ 1976. لكن المجموعة تملك من الخبرة والاحترافية ما يساعدها على امتصاص هذه الضغوط واستثمارها كدعم جماهيري واسع لنيل الكأس والحيلولة دون أن يطير من بين يديها في عقر دارها.

لكن الركراكي له رأي آخر: “بالنسبة له، لا يوجد ضغط في كرة القدم، الضغط يجب أن نعيشه”، إلا أنه أشار في الوقت نفسه أن “هناك ضغط إيجابي”، كما شدد على أن المغرب يملك عوامل عدة تحت سيطرته “التحكم بالمشاعر واستغلال عامل اللعب على الملعب وجهدنا والجماهير مطالبة بمساندتنا”.

وعن مباراة الافتتاح، قال الركراكي: “ستطغى عليها المشاعر وبالتالي يجب التعامل معها بشكل جيد، فنحن نعرف التوقعات التي تنتظرنا، يتعين علينا اللعب بهدوء وبالطريقة التي نعرفها وبتواضع واحترام للمنافسين”، منوها بمنتخب جزر القمر “لقد أنهوا التصفيات في المركز الأول أمام تونس وسيقاتلون حتى اللحظة الأخيرة أمامنا، هناك منتخبات تدافع بشكل جيد، لكن ربما سيحاولون مفاجأتنا. يجب أن نركز ونصبر ونحسم النقاط الثلاث”.

بالتالي، ستكون مباراة الافتتاح لها أهميتها الخاصة بالنسبة للأسود، أمام خصم جاء للمملكة ليؤكد حضوره في مثل هذه التظاهرات. فمن المهم للغاية أن يسجل المغرب أول انتصار له في هذه النسخة، وبطريقة مرضية. لأنها ستبني نوعا من الثقة مع الجماهير خلال هذه التظاهرة، وتدعم حلمها في كسب اللقب المفقود منذ 50 عاما. هي معركة كبيرة بكل تأكيد، يعي الكراكراكي شراستها: “نحن جاهزون ولدينا الأسلحة اللازمة للذهاب بعيدا”.