شكلت الأشغال المنجزة في سد آيت زيات بإقليم الحوز خلال السنتين الماضيتين دفعة قوية للتنمية المحلية، حيث أسهمت في خلق ما يقارب 450 ألف يوم عمل لفائدة اليد العاملة المحلية، وتأهيل البنيات التحتية الأساسية بالمنطقة. فقد تم إنجاز 13 كيلومترا من المسالك الطرقية لفائدة 9 دواوير، وبناء 4 مدارس، ومستوصف، و4 مساجد، إلى جانب ربط الشبكة الكهربائية بالمباني والمساكن الجديدة المحاذية للسد، وحفر آبار بجماعة آيت فاسكا لتقوية إمدادات الماء الصالح للشرب، مما يعكس التزام السلطات الإقليمية بتحسين ظروف عيش السكان وتعزيز التنمية الشاملة.
ويقترب سد آيت زيات من استكمال أشغاله رسميا، بعد أن بلغت نسبة تقدم المشروع 97%، ليصبح هذا المشروع الاستراتيجي، الأكبر من نوعه بجهة مراكش آسفي، نقطة تحول في مسار تأمين الموارد المائية ودعم التنمية المستدامة. ويأتي إنجاز المشروع، الذي يشرف عليه رشيد بنشيخي، عامل إقليم الحوز، قبل الموعد التعاقدي المحدد بأكثر من عامين، ليؤكد الجهود الكبيرة المبذولة لتجاوز كل المعيقات وتسريع وتيرة العمل.
ويعد سد آيت زيات سدا ترابيا يصل ارتفاعه إلى 71 مترا فوق الأساس، وتبلغ مساحة حقينته حوالي 992 هكتارا، في حين يغطي حوضه المنحدر مساحة 521,7 كيلومتر مربع، بسعة تخزينية تصل إلى 186 مليون متر مكعب، وبكلفة إجمالية تتجاوز 1,9 مليار درهم، مما يجعله من أهم الاستثمارات المائية بالجهة.
ويُتوقع أن يسهم هذا المشروع في تعزيز الأمن المائي على المستويين الإقليمي والجهوي، من خلال تأمين التزويد بالماء الصالح للشرب ومياه الري لعدد من الجماعات والدواوير، وحماية السكان من مخاطر الفيضانات. كما سيساهم في دعم القطاع الفلاحي عبر تحسين نظام الري وتثمين الأراضي، وتحفيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية من خلال فك العزلة عن القرى، وجذب الاستثمارات السياحية، إضافة إلى الحفاظ على التوازن البيئي للمنطقة والحد من آثار الجفاف والفيضانات.

