استنفار في السودان لمواجهة الفيضانات


حرر بتاريخ | 10/02/2025 | من طرف كشـ24 - وكالات

كثّفت الحكومة السودانية أعمالها لمواجهة خطر فيضانات «غير مسبوقة»، وأعلنت تشكيل غرفة عمليات طارئة تعمل على مدار الساعة، تحت إدارة وإشراف من وزير الزراعة والري، عصمت قرشي، ومدراء الري والخزانات، شرعت فوراً في استنفار فرق الرصد والتشغيل لتنظيم المناسيب، وتخفيف حدة الفيضان، داعية المواطنين لاتخاذ التدابير اللازمة «من دون هلع».

وارتفعت مناسيب المياه في نهر النيل والسدود السودانية، نتيجة الأمطار الغزيرة في السودان، وتدفق كميات كبيرة من سد «النهضة الإثيوبي»، في الأسبوع الماضي، غمرت أراضي زراعية واسعة، وتأثرت بها مدن وبلدات في 6 ولايات على ضفاف النيل.

وتوقعت وزارة الزراعة والري أن «تشهد مناسيب المياه تراجعاً تدريجياً في الأيام المقبلة، مع انخفاض وارد النيل الأزرق، الذي ينبع من الهضبة الإثيوبية».

وأقرّت بأن اكتمال التخزين في بحيرة «سد النهضة» الإثيوبي وتصريف المياه منه منذ 10 شتنبر بمتوسط 750 مليون متر مكعب يومياً ساهما في رفع مناسيب المياه في البلاد بشكل ملحوظ.

ولفتت إلى أن التصريفات في موسم الفيضان «كانت تصل إلى قيم أكبر من ذلك، إلا أن توقيت هذه الكميات كان له تأثير كبير في الأنماط الهيدروجية للمناسيب».

وأوضحت في البيان أن «معدلات الأمطار على الهضبة الإثيوبية هذا الموسم كانت هائلة وتجاوزت المتوسط، وتزامنت مع زيادة غير مسبوقة منذ عام 2020 في إيراد النيل الأبيض، بلغت ما بين 60 في المائة و100 في المائة أعلى من المتوسط، إضافة إلى ارتفاع ملحوظ في وارد نهر عطبرة… وهذه الزيادات تعكس التغيرات المناخية التي تؤثر على المنطقة».

ونوه البيان إلى أن وصول المنسوب في بعض المحطات إلى مستوى الفيضان يعني بلوغ المياه حافة المجرى النهري، وليس بالضرورة غمر المناطق السكنية، مؤكدة «أن سلامة المواطنين وحماية الأرواح والممتلكات تمثلان أولوية قصوى».

بدوره، توقع مدير خزان «سد مروي»، هاني عبد الله الصادق، الأربعاء، أن تشهد الأيام المقبلة زيادات في مناسيب مياه نهر النيل، يعقبها انخفاض تدريجي.

ولا يزال تصريف «سد مروي» أكبر السدود السودانية في الشمال، عند ارتفاع 750 مليون متر مكعب يومياً، وهو الأعلى منذ سنوات طويلة.

وقال الصادق، عقب اجتماع عقده مع غرفة طوارئ الخريف بمحافظة مروي، إن «إدارة الخزان تقوم بعمليات تحكم جيدة في تصريف كميات المياه بمحور أدنى الخزان حتى مدينة دنقلا شمالاً، مقارنة بالكميات الواردة والزيادات التي تطرأ على مناسيب النيل وروافده هذه الأيام»، مشيراً إلى أن بحيرة «خزان مروي» استقبلت كميات كبيرة من المياه.

وناقش الاجتماع، فيضان النيل والتدخلات التي تمت بمواقع الهشاشة النيلية في شمال البلاد، والجهود الحكومية في تأمين وحماية المناطق التي تشكل خطورة.

وفي السياق ذاته، قال مدير الدفاع المدني، الفريق عثمان عطا، إن إدارته «اتخذت كل التدابير الاحترازية في مواجهة أي مخاطر محتملة لفيضان نهر النيل بالعاصمة الخرطوم».

وأشار إلى أن الإدارة العامة «نشرت نقاط ارتكازات على طول امتداد شاطئ النيل للمراقبة وسد أي ثغرات قد تحدث بالجسور والتصدي لأي توقعات قد تهدد حياة المواطنين».

ومن جهتها، أصدرت الهيئة العامة للأرصاد الجوية تحذيراً باللون البرتقالي، من خطورة عالية في كل من شمال غربي ولاية سنار، وجنوب الجزيرة، وولاية النيل الأبيض، وكردفان ودارفور، حيث يتوقع هطول أمطار غزيرة.

وحسب الإدارة العامة لشؤون المياه، لا يزال الخطر يحدق بالمحطات الرئيسية بالبلاد في الخرطوم، ومدني، وشندي، وعطبرة، وبربر، وجبل أولياء نهر النيل الأزرق في الخرطوم، ونهر النيل، والنيل الأبيض، ونهر النيل في دنقلا شمال البلاد.