المغرب يدخل موسم الإنفلونزا مبكرا مع زيادة الإصابات التنفسية الحادة


حرر بتاريخ | 12/23/2025 | من طرف كشـ24

أفادت معطيات حديثة لمديرية علم الأوبئة ومحاربة الأمراض بوزارة الصحة والحماية الاجتماعية بتسجيل ارتفاع مبكر وملحوظ في حالات الإصابات التنفسية الحادة بالمغرب، في سياق موسم وبائي يتسم بانتشار واسع لفيروس الإنفلونزا، خاصة الصنف A من سلالة H3N2، إلى جانب تداول فيروسات تنفسية أخرى.

وسجلت المديرية ارتفاعا في عدد الاستشارات الطبية المرتبطة بمتلازمة الإنفلونزا، حيث بلغت 3,6 في المائة من مجموع الاستشارات خلال الأسابيع 46 إلى 49 من سنة 2025، بزيادة قدرها 44 في المائة مقارنة بالأربعة أسابيع السابقة.

وتجاوزت هذه النسبة عتبة الوباء المحددة في 2,8 في المائة منذ الأسبوع 45، ما يعكس دخولا مبكرا لموسم الإنفلونزا بنحو أربعة أسابيع مقارنة بالمواسم الماضية، دون بلوغ عتبة الإنذار.

كما ارتفعت نسبة الاستشفاءات الجديدة بسبب الإصابات التنفسية الحادة الشديدة إلى 10,5 في المائة خلال الفترة نفسها، مسجلة زيادة بـ15,4 في المائة عن المرحلة السابقة، مع تسجيل نسب أعلى لدى الأطفال دون خمس سنوات (22 في المائة) وكبار السن فوق 65 سنة (38 في المائة).

وأظهرت تحاليل عينات من مصابين بأعراض إنفلونزا أن نسبة إيجابية فيروس الإنفلونزا بلغت 12 في المائة، مع هيمنة واضحة لسلالة A H3N2 بنسبة 80 في المائة، في حين ظلت نسب فيروس كورونا المستجد وفيروس الجهاز التنفسي المخلوي دون 1 في المائة.

وبخصوص العينات التشخيصية المستهدفة، فقد تم تحليل 152 عينة خلال الأسابيع 45 إلى 48، شملت المستشفى العسكري محمد الخامس والقطاع الخاص، حيث سُجل تراجع فيروس الرينوفيروس من 10 إلى 8 في المائة، بعدما كان الفيروس السائد بين الأسابيع 40 و44.

وخلصت مديرية الأوبئة إلى أن تجاوز عتبة الوباء منذ الأسبوع 45 يؤكد دخول المغرب مرحلة وبائية موسمية مبكرة بحوالي أربعة أسابيع، وبحدة تفوق تلك المسجلة في عدة مواسم سابقة، دون أن تصل إلى مستوى استثنائي.

وتتوافق هذه المعطيات مع مؤشرات منظمة الصحة العالمية التي سجلت بدورها ارتفاعا عالميا في تداول فيروس H3N2 بأكثر من 15 في المائة خلال الأسبوع 48، مقابل مستويات منخفضة لفيروس SARS-CoV-2 لم تتجاوز 5 في المائة عالميا إلى حدود 10 دجنبر 2025.

وأكدت المديرية أن النشاط الإنفلونزي المتوقع خلال فصل الشتاء سيكون مبكرا وأقوى من متوسط العشر سنوات الأخيرة، مع انتقال واضح في هيمنة الفيروسات من الرينوفيروس إلى فيروس الإنفلونزا A من سلالة H3N2.

وفي السياق ذاته، حذرت منظمة الصحة العالمية من الانتشار السريع لسلالة فرعية جديدة من الإنفلونزا في نصف الكرة الشمالي، مشددة على أن التلقيح يظل الوسيلة الأنجع للوقاية.

وأوضحت أن السنة الجارية تشهد ظهورا وانتشارا متسارعا لسلالة فرعية جديدة من فيروس الإنفلونزا AH3N2، تحمل اسم J.2.4.1 أو السلالة K، تم رصدها لأول مرة في أستراليا ونيوزيلندا خلال شهر غشت، قبل تسجيلها في أكثر من 30 دولة.

وبحسب الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية الطيب حمضي، فقد راكمت هذه السلالة سبع طفرات جديدة خلال صيف 2025، ما يجعلها مختلفة بشكل واضح عن السلالة السابقة.

وأشار حمضي إلى أن أعراض الإصابة بهذه السلالة لا تختلف عن أعراض الإنفلونزا الموسمية المعتادة، وتشمل ارتفاعا في درجة الحرارة قد يصل إلى 39 أو 40 درجة، وقشعريرة، وصداعا، وسيلان الأنف، وآلاما في المفاصل والعضلات، وسعالا جافا، إضافة إلى الإسهال أو القيء في بعض الحالات.

وأكد أن التلقيح ضد الإنفلونزا الموسمية يظل الوسيلة الأكثر فعالية للوقاية، خاصة من الحالات الخطيرة والوفيات، داعيا المصابين إلى الالتزام بالبقاء في المنزل عند ظهور الأعراض وتجنب مخالطة الآخرين، خصوصا الفئات الهشة.

كما شدد على ضرورة الحفاظ على نظافة اليدين وتهوية الفضاءات المغلقة، وتفادي إرسال الأطفال المصابين إلى المدارس، مع ارتداء الكمامة عند الاضطرار للاحتكاك بالآخرين.