تشهد مدينة مراكش في الآونة الأخيرة ما يشبه مجزرة صامتة في حق أشجار النخيل التي لطالما شكلت جزءا من هويتها الجمالية والبيئية، وذلك عبر ممارسات تبدو عشوائية في عدد من الأوراش المفتوحة داخل الشوارع التي تعرف أشغالا وصيانة.
ويعد ما يحدث بالحي الصناعي سيدي غانم وشارع آسفي نموذجا صارخا لهذا العبث، حيث تظهر آثار الاجتثاث والتشويه الذي طال نخيل المدينة دون مراعاة لقيمته البيئية أو لمكانته في الذاكرة الجماعية للمراكشيين.
وتثير هذه الوضعية موجة استياء واسعة لدى المهتمين بالشأن البيئي، خاصة وأن أشجار النخيل ليست مجرد عنصر تجميلي، بل جزء من هوية مراكش ومنظرها التاريخي المميز، الذي تفتخر به المدينة أمام زوارها من مختلف دول العالم.
غير ان ما يجري اليوم يوحي بأن هذه القيمة لم تُؤخذ بعين الاعتبار أثناء تنفيذ مشاريع الأشغال، إذ تظهر مشاهد عديدة لتشويه أو اقتلاع أشجار قائمة منذ سنوات طويلة، في غياب أي توضيحات رسمية أو تواصل مع الساكنة.
ويطالب العديد من الفاعلين المحليين بفتح تحقيق جدي في خلفيات هذه العمليات، وتحديد المسؤوليات، والحرص على احترام المعايير البيئية في أي تدخل يهم الفضاء العام مع اعتماد رؤية واضحة لحماية ما تبقى من غطاء النخيل بالمدينة، مع تحميل الجهات المكلفة بالأشغال مسؤولية ضمان عدم المساس بالرصيد النباتي الذي يشكل جزءا من التراث الطبيعي لمراكش.

