جمعية المرشدين السياحيين بمراكش تعقد جمعها العام العادي


حرر بتاريخ | 12/10/2025 | من طرف كشـ24

تتّجه الأنظار داخل مهنة الإرشاد السياحي بجهة مراكش آسفي نحو الجمع العام المرتقب يوم 19 دجنبر 2025، في لحظة فارقة تأتي بعد أكثر من سنتين كاملتين من الجمود التنظيمي، توقفت خلالها كل هياكل الجمعية وغاب التواصل، وتعطلت المبادرات، وتراجع حضور الجمعية في محيطها المهني. هذه المرحلة لم تمرّ دون أن تخلّف نقاشًا واسعًا داخل القاعدة المهنية، حيث صار مطلب التغيير الجذري أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.

ويرى العديد من المهنيين أن ما عاشته الجمعية خلال السنتين الأخيرتين لم يكن مجرد تعثر عابر، بل مؤشرًا على أعطاب هيكلية عميقة في التدبير، تمثلت في غياب رؤية واضحة، توقّف اللجان، غياب التتبع والتواصل، وانعدام أي مبادرة مؤسساتية تُعبّر عن دور الجمعية الطبيعي. هذا الوضع يفرض اليوم مرحلة مراجعة حقيقية تُحدد المسؤوليات وتعيد بناء أسس الحكامة الداخلية قبل التفكير في أي انتقال تنظيمي.

وسط هذا النقاش المهني المتصاعد، برز مطلب واضح يدعو إلى تجديد شامل للهياكل، وضمان تداول فعلي على المسؤوليات، وعدم إعادة إنتاج نفس المنظومة التي تسببت في الجمود السابق. ويؤكد المهنيون أن تعزيز الثقة وإعادة بناء الشرعية لن يتحققا إلا عبر ضخّ دماء جديدة قادرة على تقديم رؤية حديثة، وتفعيل العمل الجماعي، ووضع حد لسنوات الارتجال المؤسسي.

ومن أبرز نقاط الخلل التي يتوقف عندها المرشدون مسألة التصويت بالنيابة، والتي أصبحت —بحسبهم— أداة لإعادة تشكيل النتائج خارج إرادة الحاضرين، عبر تجميع أصوات كثيرة في يد قلة من الأشخاص. وتبرز اليوم دعوات قوية لإعادة تنظيم هذه الآلية بشكل صارم، أو تحديد سقف واضح لها، لضمان انتخابات نزيهة تعبّر عن الحضور الفعلي، لا عن ترتيبات مسبقة.

وفي سياق الاستعداد للجمع العام، يدعو المرشدون جميع زملائهم إلى المشاركة الفعلية والحضور المكثّف، باعتباره الوسيلة الأنجع لضمان سير عادل للاقتراع ومنع أي محاولة للتأثير غير المشروع في نتائجه. كما يرتفع مطلب آخر لا يقل أهمية، يتمثل في الإعلان عن العدد الحقيقي للمرشدين المعيّنين بمدينة مراكش، حتى تُبنى اللوائح الانتخابية على معطيات دقيقة وشفافة بعيدًا عن أي التباس أو تضارب.

ويتفق المتخصصون على أن القيام بافتحاص مالي وإداري مستقل لفترة السنتين السابقتين أصبح ضرورة لا يمكن تجاوزها، لأنه يشكّل خطوة أساسية لفهم الوضع التنظيمي كما هو، وتحديد مكامن الخلل، وتمهيد الأرضية لإطلاق مرحلة جديدة قائمة على الشفافية والمساءلة والوضوح.

وتحتاج المرحلة المقبلة إلى قيادة جديدة بروح جديدة، وهياكل فعّالة، ومقاربة تعتمد التواصل والشفافية، وتفعيل اللجان، وفتح باب المشاركة أمام جميع المرشدين دون استثناء. فالرهان ليس مجرد انتخاب مكتب، بل إعادة تأسيس مؤسسة مهنية أنهكها الجمود، واستعادة ثقة القاعدة المهنية فيها، كي تعود للقيام بدورها الطبيعي في التنظيم والدفاع والتأطير.