على بُعد أقل من أسبوعين من انطلاق منافسات “كان المغرب”، تبدو مدينة مراكش في وضع مختلف عن باقي المدن المحتضنة للحدث القاري؛ ففي الوقت الذي شرعت فيه مدن كأكادير في تزيين الفضاءات العامة بمجسمات فنية إيذانا بدخول المدينة أجواء البطولة، وبدأت مدن كالرباط وسلا في نصب أعلام الدول المشاركة وإظهار مؤشرات الاستعداد، لا تزال المدينة الحمراء خالية تقريبا من أي مظهر يدل على قرب انطلاق واحدة من أكبر التظاهرات الرياضية في إفريقيا.
المتتبع لحالة الشارع المراكشي يلحظ غيابا تاما حتى الآن لأي خطوات عملية من قبل الجهات المعنية، لغرس الروح الاحتفالية في المدينة، علما أن المدينة الحمراء هي الوجهة السياحية الأبرز للمملكة، والأكثر استقبالا للزوار والسياح، إلا أنها لا تحمل حاليا أي طابع مرتبط بالحدث، سواء على مستوى الفضاءات العامة أو على مستوى العلامات البصرية المرتبطة بـ”الكان”.
الاستثناء الوحيد الذي كان يربط المدينة بالحدث تمثّل في عدادات العدّ العكسي التي جرى تثبيتها في مناطق قبل أشهر، غير أنها أزيلت لاحقا عقب الأحداث التي صاحبت احتجاجات “جيل زيد”، ليعود الشارع المراكشي إلى وضعه العادي دون أي مؤشر يعكس قرب الموعد القاري.
ومع اقتراب موعد انطلاق المنافسة، يترقّب مهتمون ظهور أولى اللمسات، وتنزيل التدابير البصرية والترويجية التي تعكس حجم الحدث، وتنسجم مع مكانة مراكش كمدينة سياحية عالمية، مشددين على أن الحضور الشكلي والبصري للبطولة لا يقل أهمية عن الجانب التنظيمي أو الأمني.

