أكد الخبير الاقتصادي عمر الكتاني أن احتضان المغرب لنهائيات كأس إفريقيا من شأنه أن يُسهم في تحريك العجلة الاقتصادية بعدد من القطاعات الحيوية، خاصة تلك المرتبطة بالسياحة والخدمات.
وأوضح الكتاني ضمن تصريحه لموقع كشـ24، أن توافد الزوار القادمين إلى المغرب خلال هذه التظاهرة القارية سيُنعش القطاع السياحي، ويُحفّز نشاط المطاعم والفنادق، فضلا عن مساهمته في الترويج لصورة المغرب كوجهة سياحية متميزة، سواء على المستوى الإفريقي أو الأوروبي. وأضاف أن هذه الدينامية ستشمل أيضا قطاع النقل، من خلال تنشيط النقل العمومي وتشجيع عمل الخطوط الملكية المغربية التي ستؤمن نقل أعداد كبيرة من المشجعين القادمين من مختلف الدول الإفريقية وحتى من أوروبا، معتبرا أن للتظاهرة أبعادا اقتصادية مهمة لا يمكن إنكارها.
غير أن الخبير الاقتصادي شدد، في المقابل، على ضرورة التحلي بالرصانة والتوازن في الخطاب الدعائي المرافق لهذه التظاهرة، معتبرا أن بعض الأساليب الترويجية المتداولة تتجاوز حدود التربية الرياضية، وتبالغ في تقديم كرة القدم وكأنها بوابة شاملة للسعادة أو النجاح المطلق، موضحا أن هذه المبالغات لا تخدم صورة المجتمع المغربي، الذي وصفه بالمجتمع الحضاري المنفتح، ولا يحتاج إلى أساليب دعائية بدائية أو ساذجة لإبراز مكانته.
وأشار الكتاني إلى أن تنظيم كأس إفريقيا يشكل بالفعل نوعا من التعبئة النفسية للمجتمع، غير أن التعبئة الأنجع، حسب رأيه، تظل هي التعبئة التكوينية والتعليمية والتربوية، مؤكدا أن التعبئة الرياضية مهمة ولها آثار اقتصادية ومالية إيجابية، لكن دون تهويل أو ادعاء بلوغ نجاح شامل ونهائي.
ودعا ذات المتحدث إلى عدم إغفال التحديات الاقتصادية القائمة، مثل إشكالات التشغيل ومستوى العيش، مبرزا أهمية الحفاظ على قدر من التعقل والتوازن في الخطاب المصاحب للتظاهرة، حتى يكون في مستوى الوعي والثقافة التي تميز المجتمع المغربي.
وختم الكتاني تصريحه بالتأكيد على أن الآثار الاقتصادية لكأس إفريقيا ستكون إيجابية، خاصة على مستوى السياحة وتحسين صورة المغرب كبلد رائد إفريقيا، يتوفر على بنية تحتية متطورة ومدن خضعت لعمليات تحسين وصيانة نموذجية، معتبرا أن هذه الإيجابيات ثابتة ولا يمكن لأي متتبع موضوعي إنكارها.

