أكد سمير كودار، رئيس جهة مراكش آسفي وعضو المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة، أن المطالب الاجتماعية التي يرفعها الشباب في الاحتجاجات الأخيرة “مشروعة ولا يمكن إنكارها”، لكنه في المقابل شدد على أن الانزلاق نحو العنف والفوضى “أمر مرفوض يسيء لسمعة المغرب وصورته”.
وخلال اجتماع لمجموعة الجماعات للنقل يوم الجمعة، أقر كودار بوجود اختلالات حقيقية في قطاعي الصحة والتعليم، مبرزًا أن هذا الواقع يستدعي البحث عن حلول جدية، لكنه دعا إلى التعبير عن المطالب بالطرق السلمية بدل اللجوء إلى التخريب أو استهداف المرافق العمومية ومؤسسات الدولة.
وأوضح أن دور المنتخبين لا يجب أن يظل شكليًا أو مقتصرًا على شغل المناصب، بل يفرض عليهم الانخراط في النقاش المسؤول وإيجاد المخارج الممكنة للمشاكل الاجتماعية، مؤكدًا أن الحوار والإنصات للشباب وأسرهم هو السبيل الأمثل لمعالجة الأوضاع، وليس التكسير والعنف.
كما وجه كودار دعوة للأسر المغربية للقيام بدورها في المواكبة والتأطير، مشيرًا إلى أن خروج الشباب إلى الشارع من أجل المطالبة بحقوقه يبقى أمرًا طبيعيًا، شريطة أن يتم ذلك في إطار سلمي يراعي مصلحة الوطن.
واستحضر في حديثه تجربة التضامن الوطني التي برزت عقب فاجعة الحوز، معتبرًا أنها تمثل الوجه الحقيقي للقيم المغربية، على عكس ما يجري اليوم في بعض أحياء مراكش من أعمال شغب لا تعكس أصالة المجتمع المغربي.
وتأتي هذه التصريحات بالتزامن مع استمرار احتجاجات ما يُعرف بـ”جيل زد” في مدينة مراكش لليوم السادس على التوالي، والتي رافقتها أحداث عنف وتخريب استهدفت مؤسسات بنكية ومرافق عمومية، مما أثار قلقًا واسعًا لدى الساكنة والفاعلين السياسيين.