سر الشباب الدائم.. كيف تزيدين مخزون الكولاجين وتحافظين عليه


حرر بتاريخ | 11/09/2025 | من طرف كشـ24

تتردد كلمة الكولاجين باستمرار في عالم العناية بالبشرة، ويُشار إليه بـ “بروتين الشباب” الطبيعي في الجسم. لكن، هل هذا المكون هو بالفعل سر البشرة الممتلئة والشبابية، أم أنه مجرد أداة في حملات التسويق؟ والأهم، كيف يمكننا تعزيز مخزونه بفعالية؟

ما هو الكولاجين ولماذا هو مهم؟
يُعد الكولاجين أكثر البروتينات وفرة في جسم الإنسان، حيث يشكّل تقريباً ثلث إجمالي تركيبته البروتينية. إنه المكون الهيكلي الرئيسي الموجود في الجلد، العظام، العضلات والأوتار.

وظيفته في البشرة: يوجد الكولاجين في طبقة الأدمة (الطبقة الوسطى) مشكلاً شبكة داعمة توفر للبشرة القوة، الصلابة، والمرونة.

علاقته بالتقدم في السن: يكون إنتاج الكولاجين في ذروته خلال مرحلة الشباب، مما يجعل البشرة تبدو مشدودة وممتلئة. لكن، بدءاً من منتصف العشرينيات، يبدأ إنتاجه بالانخفاض بمعدل حوالي 1% سنويًا.

هل الكولاجين هو المكون «السري»؟
مع أن الكولاجين ليس العامل الوحيد المؤثر في صحة البشرة، فالترطيب ونمط الحياة والعوامل الوراثية وعادات العناية بالبشرة تلعب دوراً أيضاً، إلا أنه بلا شك عنصر أساسي في نضارة البشرة وشبابها، وقد أظهرت الأبحاث، باستمرار، أن ارتفاع مستويات الكولاجين يرتبط ببشرة أكثر تماسكاً ونعومة وترطيباً.

ووجدت دراسة أجريت عام 2019، ونُشرت بمجلة الأدوية في الأمراض الجلدية، أن مكملات الكولاجين الفموية حسّنت مرونة الجلد وترطيبه وكثافة الكولاجين في الجلد بعد 8 أسابيع فقط من الاستخدام. وبالمثل، أظهرت العلاجات الموضعية، التي تحفز إنتاج الكولاجين، مثل الرتينويدات أو بعض الببتيدات، فاعليتها في تقليل علامات الشيخوخة الظاهرة.

ويُعد الكولاجين عاملاً أساسياً في الحفاظ على بشرة ممتلئة وصحية المظهر، لكنه ليس حلاً سحرياً شاملاً، ويجب اعتباره جزءاً من استراتيجية أوسع للعناية بالبشرة، والصحة.

كيف يمكنكِ زيادة الكولاجين طبيعياً؟
مع أن إنتاج الكولاجين يتراجع مع التقدم في السن، إلا أن هناك طرقاً مثبتة لتحفيز الكولاجين، والحفاظ على مخزونه الحالي، وتراوح هذه الطرق بين تعديلات نمط الحياة وابتكارات العناية بالبشرة.

1. غذي بشرتكِ من الداخل:

ينتج جسمكِ الكولاجين باستخدام أحماض أمينية مُحددة، أبرزها: الجلايسين والبرولين والهيدروكسي برولين، وتأتي هذه الأحماض من الأطعمة الغنية بالبروتين، مثل: الدجاج والأسماك وبياض البيض والبقوليات ومنتجات الألبان. بالإضافة إلى ذلك، تعمل بعض الفيتامينات والمعادن كعوامل مساعدة أساسية في إنتاج الكولاجين:

– فيتامين (سي): أساسي لتخليق الكولاجين. يوجد في الحمضيات والتوت والفلفل الحلو والخضروات الورقية.

– الزنك والنحاس: يُساعدان في تكوين ألياف الكولاجين، ويوجدان في المكسرات والمحار والحبوب الكاملة.

– مضادات الأكسدة: الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة، مثل: التوت والشاي الأخضر والشوكولاتة الداكنة، تحمي خلايا الجلد من الإجهاد التأكسدي، الذي يُؤدي إلى تكسير الكولاجين.

2. الماء صديقك:

تبدو البشرة المرطبة أكثر امتلاءً، لأن الماء يدعم المصفوفة خارج الخلوية، حيث يوجد الكولاجين. ويساعد شرب كمية كافية من الماء، واستخدام منتجات العناية بالبشرة المرطبة، مثل حمض الهيالورونيك، في الحفاظ على مرونة البشرة، وتقليل ظهور الخطوط الدقيقة.

3. مكملات الكولاجين:

في السنوات الأخيرة، ازدادت شعبية ببتيدات الكولاجين، ومساحيق الكولاجين المُحللة، وهي أشكال مُفككة من الكولاجين، يُمكن للجسم امتصاصها والاستفادة منها بسهولة أكبر، وتشير دراسات متعددة إلى أن تناول 2.5 إلى 10 غرامات من ببتيدات الكولاجين يومياً، قد يُحسن مرونة البشرة وترطيبها وسمكها.

4. العلاجات الموضعية والعناية بالبشرة:

بعض المكونات الموضعية لا تحتوي على الكولاجين، لكنها تحفز إنتاجه، مثل:

– الريتينويدات (مشتقات فيتامين أ): من أكثر الخيارات فاعلية، ودراسة.

– الببتيدات: تحفز البشرة على إنتاج المزيد من الكولاجين.

– سيروم فيتامين (سي): يعزز تكوين الكولاجين، ويحمي من الشيخوخة الضوئية.

5. العلاجات الاحترافية:

يقدم طب الجلدية الحديث العديد من الإجراءات غير الجراحية، والأقل تدخلاً، التي تحفز الكولاجين، منها:

– الوخز بالإبر الدقيقة: تُحدث إبر دقيقة إصابات دقيقة في الجلد، ما يحفز إنتاج الكولاجين.

– علاجات الليزر: استخدام الضوء المركز؛ لتحفيز الخلايا الليفية، وزيادة الكولاجين.

– الترددات الراديوية (RF): توصل الطاقة الحرارية إلى طبقات أعمق من الجلد، ما يشد البشرة، ويعزز تماسكها من خلال تعزيز الكولاجين.

– البلازما الغنية بالصفائح الدموية (PRP): استخدام عوامل نمو دمك؛ لتسريع تجديد الكولاجين.

6. تجنب مسببات تآكل الكولاجين:

للحفاظ على الكولاجين الموجود لديكِ، تجنبي أو قللي من:

– الأشعة فوق البنفسجية: التعرض لأشعة الشمس مُدمر رئيسي للكولاجين، استخدمي واقياً من الشمس واسع الطيف يومياً.

– التدخين: يُضر بتدفق الدم وألياف الكولاجين.

– الإفراط في تناول السكر: يُؤدي إلى «التسكر»، وهو عملية تُسبب تصلب ألياف الكولاجين، وتفتيتها.

– الإجهاد المزمن: ارتفاع الكورتيزول يُقلل إنتاج الكولاجين، ويعيق تجديد البشرة.