شهدت إحدى الوكالات البنكية بمنطقة الهراويين بمدينة الدار البيضاء، خلال الأيام الأخيرة، محاولة سطو فاشلة نفذها أشخاص ملثمون، بعد أن تمكنت موظفة من تفعيل نظام الإنذار في الوقت المناسب، رغم تعرضها للتهديد بالسلاح الأبيض من قبل أحد المشتبه فيهم، ما اضطر أفراد العصابة إلى الفرار.
وفي وقت وجيز، تمكنت مصالح الدرك الملكي من فك خيوط هذه المحاولة الإجرامية، حيث أسفرت الأبحاث التي باشرتها فرقة خاصة عن رفع بصمات تعود لأحد المشتبه فيهم. وبعد إخضاعها للخبرة التقنية، تبين أنها تخص شخصا من ذوي السوابق القضائية يقطن بأحد أحياء الهراويين، ليتم إيقافه ووضعه رهن البحث.
وخلال الاستماع إليه، أقر الموقوف بتنفيذه لمحاولة السطو بتنسيق مع شركاء آخرين، وقد جرى تقديمه في حالة اعتقال أمام الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالدار البيضاء، حيث اعترف بالمنسوب إليه، ليُقرر إيداعه سجن عكاشة، في وقت تواصل فيه عناصر الدرك الملكي تحرياتها من أجل توقيف باقي المتورطين.
وبخصوص تفاصيل الواقعة، تشير المعطيات إلى أن أفراد العصابة أعدوا خطة مسبقة، حيث توجهوا في الصباح إلى الوكالة البنكية مستغلين قلة الزبائن في تلك الفترة. وتم تكليف أحدهم باقتحام الوكالة مستعملا سلاحا أبيض، بينما تولى باقي الشركاء مهمة المراقبة والتدخل عند الضرورة.
وفور دخوله الوكالة، باغت المتهم، وهو ملثم، موظفة البنك وهددها بسكين مطالبا إياها بتسليمه المال، غير أن الموظفة تعاملت بحذر، حيث وضعت مبلغا ماليا بسيطا فوق الطاولة، وفي اللحظة التي حاول فيها المتهم التقاطه، قامت بالضغط سرا على زر الإنذار، ما أربك المشتبه فيه ودفعه إلى محاولة الاعتداء عليها قبل أن يلوذ بالفرار رفقة شركائه، وفق مااوردته الصباح.
وعقب تلقي الإشعار، انتقلت عناصر الدرك الملكي على وجه السرعة إلى مكان الحادث، حيث وُجدت الموظفة في حالة نفسية صعبة نتيجة الصدمة. وبعد تهدئتها، جرى الاطلاع على تسجيلات كاميرات المراقبة، التي أظهرت أن الجناة كانوا يرتدون أقنعة حالت دون التعرف عليهم بسهولة في البداية.
وقد أسفرت الأبحاث التقنية التي باشرتها الفرقة المختصة عن رفع بصمة حاسمة مكنت من تحديد هوية المتهم الرئيسي، ليتم توقيفه داخل منزله في وقت قياسي، في انتظار استكمال التحقيقات وتوقيف باقي المتورطين في هذه القضية.

