شهدت مختلف جهات المغرب خلال الأسبوع الماضي تساقطات مطرية مهمة أعادت الأمل إلى نفوس الفلاحين، بعد فترة طويلة من الترقب لانطلاق الموسم الفلاحي الحالي، وتركزت هذه الأمطار بشكل خاص في الأحواض الرئيسية لزراعة الحبوب، مثل الشاوية ودكالة وبرشيد والسايس والغرب، مما منح دفعة قوية للتحضيرات الأولية للموسم.
وفي هذا السياق أكد عبد القادر العلوي رئيس الجامعة الوطنية للمطاحن بالمغرب في تصريحه لموقع كشـ24، أن الارتياح يسود الأوساط الفلاحية، مشيرا إلى أن الاستعدادات تسير بشكل جيد بفضل توفر جميع مستلزمات الإنتاج الأساسية. وأوضح أن البذور متوفرة بكميات كبيرة وجودة عالية تضاهي المعايير الأوروبية والأمريكية، فيما توفر الدولة الأسمدة المدعمة لتسهيل اقتنائها من طرف الفلاحين، إضافة إلى شروع عدد من المهنيين في عمليات الحرث الأولى مباشرة بعد التساقطات.
وأوضح المصدر ذاته أن العملية الزراعية تقوم على مراحل تقنية دقيقة، فبعد الحرثة الأولى، ينتظر الفلاحون إنبات الأعشاب الطفيلية قبل مباشرة حرثة ثانية للقضاء عليها، وذلك لضمان عدم منافستها للحبوب خلال مرحلة النمو. كما عبّر عن أمل الفلاحين في تسجيل تساقطات إضافية خلال الأسبوع المقبل لدعم هذه العملية الحاسمة.
واضاف العلوي، انه على الرغم من أن الموسم لا يزال في بداياته، فإن المؤشرات تدعو إلى التفاؤل، خصوصا أن المغرب عرف في السنة الماضية موسم فلاحي جيد رغم تأخر الأمطار إلى أواخر شهر نونبر، وأكد المتحدث أن جميع العوامل البشرية والمادية جاهزة، ويبقى الرهان معقودا على انتظام التساقطات المطرية.
وختم العلوي تصريحه بالتأكيد على جاهزية قطاع المطاحن لاستقبال وتسويق الإنتاج الوطني من الحبوب، معبرا عن أمله في أن يكون الموسم الفلاحي ناجحا ومحصوله وفيرا، مردفا: “الفلاحة والناس مساكن كلهم، اللي عندو شي حاجة راه كيستناها، واللي كيستنى يستنى الله”.

