دشنت جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، امس الخميس بالرباط، مركز “ستارت غيت الرباط” (StartGate Rabat)، وهو قطب جديد مخصص لريادة الأعمال واحتضان الشركات الناشئة، ويأتي امتدادًا لقطب “ستارت غيت بنجرير” الذي أطلق قبل خمس سنوات.
ويرتكز هذا المشروع على تعزيز التكامل بين البحث العلمي والتعليم وريادة الأعمال، بهدف ترسيخ مكانة الجامعة كمرجع إفريقي في ابتكار الحلول التكنولوجية المتقدمة ذات الأثر الكبير، خصوصًا في أربعة مجالات استراتيجية: الذكاء الاصطناعي، الطاقات المتجددة، الفلاحة المستدامة، والصحة.
وفي كلمة بالمناسبة، أكد هشام الهبطي، رئيس الجامعة، أن “ستارت غيت الرباط” يمثل نموذجًا مندمجًا ببعد قاري، ويعد خطوة مهمة نحو بناء منظومة ابتكار قادرة على إحداث تغيير عميق في القطاعات الحيوية بالمغرب وإفريقيا، مع تطوير حلول قابلة للتصدير وذات تأثير عالمي.
وأشار الهبطي إلى أنه منذ إطلاق “ستارت غيت” سنة 2020، تمت مواكبة أكثر من 1600 شركة ناشئة، 35% منها تسيرها نساء، فيما يشكل أفراد الجالية المغربية أزيد من 30% من حاملي مشاريعها. كما عبّأ القطب شبكة تضم أكثر من 300 خبير وموجّه، مكّنوا المقاولين المغاربة والأفارقة من تعبئة حوالي 72 مليون دولار لدعم وتسريع نمو مشاريعهم.
وأضاف أن هذه الدينامية تسهم في تقريب الابتكار من مراكز القرار، وتبني جسورًا بين المستثمرين والمؤسسات العمومية والمقاولات الناشئة، إلى جانب تعزيز شبكة الأقطاب الوطنية التي تشمل بنجرير والرباط والعيون، والمتصلة بدورها بـ”الأقطاب العالمية” في فرنسا وكندا والولايات المتحدة.
من جهته، أوضح ياسين لغزيوي، المدير الرئيس التنفيذي لـ“UM6P Ventures”، أن افتتاح “ستارت غيت الرباط” لا يمثل مجرد توسع جغرافي، بل خطوة استراتيجية تهدف إلى دعم روّاد الأعمال وتسريع نمو الشركات الناشئة وتمكينها من الوصول إلى التمويل والأسواق الدولية.
وشدد لغزيوي على أن هذا القطب، المندمج داخل “تكنوبوليس”، يمثل إضافة قوية لمنظومة ريادة الأعمال بالجامعة، حيث يجمع بين الطلبة والباحثين والاقتصاديين داخل مجالات رئيسية كالأعمال والاقتصاد والحكامة الاجتماعية، داعمًا الثلاثية الأساسية للجامعة: التعليم، البحث والتطوير، وريادة الأعمال.
ويعتمد “ستارت غيت” على نموذج شامل يمتد من الاحتضان والتجريب والنمذجة الأولية، وصولًا إلى ولوج السوق، ما يساهم في تحويل البحوث العلمية إلى تطبيقات صناعية فعلية، وإنتاج حلول تكنولوجية مبتكرة في مجالات حيوية لإفريقيا، مثل التكنولوجيا الفلاحية، الطاقة الخضراء، الصحة الرقمية، تجارة التجزئة، الذكاء الاصطناعي، والابتكار المالي.