بسيكولوجية لكشـ24: تراخي الدولة في ضبط المحتوى الرقمي يهدد الناشئة


حرر بتاريخ | 11/25/2025 | من طرف كريم بوستة

حذرت الأخصائية في علم النفس الاجتماعي، بشرى المرابطي، من المخاطر المتنامية التي تهدد الأطفال والمراهقين في المغرب نتيجة انتشار محتويات رقمية صادمة ومنحرفة، في ظل غياب سياسة حمائية صارمة تضمن حماية الناشئة من التأثيرات النفسية والسلوكية الخطيرة.

وأكدت المرابطي ضمن تصريحها لموقع كشـ24، أن الاهتمام بالبعد السبراني المرتبط بالتطرف أو عدم احترام مؤسسات الدولة مسألة مهمة، لكنها شددت في المقابل على أن حماية الأطفال والمراهقين يجب أن تكون أولوية قصوى في كل السياسات العمومية، معتبرة أن المغرب مطالب اليوم، وبإلحاح، بإطلاق استراتيجية وطنية واضحة لدرء المخاطر الرقمية التي تستهدف الفئات الهشّة.

وقالت المتحدثة إنها تتابع منذ مدة عددا من صناع المحتوى الذين يشكلون ـ حسب تعبيرها ـ خطرا مباشرا على بناء الوعي السليم لدى الشباب، وأضافت: شخصيا أخالف الرأي القائل بأن الدولة تقوم بما يكفي، فالقنوات والصفحات الخاصة ببعض صناع المحتوى المخالفين للقيم الاجتماعية والأخلاقية، ومنها حالة التيك توكر آدم بنشقرون، موجودة منذ زمن طويل ومحتواها السلبي معروف ومؤثر على الناشئة، خصوصا أن متابعيه ليسوا فقط من الكبار، بل بينهم مراهقون وأطفال أيضا.

واستحضرت المرابطي واقعة صادمة تابعتها في أحد البثوث المباشرة، حين دعا الملقب “مولينيكس” متابعيه إلى ممارسة العادة السرية أمامه، مضيفة: لقد فعل ذلك أمام آلاف المتابعين، ثم عاد لإكمال البث بشكل عادي، كما سبق أن طلب من أحد متابعيه استضافته في بلده، قبل أن يشترط عليه ممارسة الجنس معه لمدة شهر. هذا النوع من المحتوى يبدل مسار الناشئة من الاهتمام الطبيعي والمتوازن إلى دائرة ضيقة تتمحور حول الجنس، والسب، والشتم، وإيذاء الآخر.

وانتقدت مصرحتنا الاكتفاء بالتدخل بعد وضع شكايات في حق صناع المحتوى، معتبرة أن غياب التحرك الاستباقي يجعل الأطفال في مواجهة مستمرة مع نماذج منحرفة وسلوكيات شاذة. وقالت: “الدول التي تحمي أطفالها، مثل الصين وأستراليا وبريطانيا، تعتمد قوانين صارمة، تحدد السن المسموح باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وتراقب طبيعة المحتوى، بل وتحمل الآباء مسؤولية قانونية إذا أهملوا حماية أبنائهم. بينما المغرب ما يزال بعيدا جدا عن اعتماد سياسة حمائية حقيقية”.

وختمت المرابطي بالتحذير من كلفة باهظة ستدفعها الأسر والمجتمع والدولة إذا استمر الوضع على ما هو عليه، بسبب الآثار النفسية والفكرية والسلوكية التي تخلفها هذه المحتويات على الأطفال والمراهقين، وأضافت: “المحتويات السلبية تقتل روح المبادرة، وتعلم الكسل، وتغرس الاستكانة، وتخلق جيلا يعتقد أن أسرع طريق للنجاح هو إنتاج محتوى رخيص، إذا لم نتحرك اليوم، فسنواجه مستقبلا أجيالا تعاني اختلالات عميقة على مستوى الوعي والعمل والإنتاج”.