يشهد قطاع تربية الدواجن في المغرب أزمة خانقة وغير مسبوقة، بعد الخسائر الفادحة التي بات يتكبّدها المربون، والتي وصلت إلى أربعة دراهم في الكيلوغرام الواحد.
وفي هذا السياق عبر سعيد جناح عضو المجلس الوطني للجمعية الوطنية لمنتجي دجاج اللحم، في تصريحه لموقع “كشـ24”، عن حالة احتقان شديدة يعيشها المهنيون، موجها اتهامات مباشرة للمحاضن، معتبرا أنهم دبروا عملية غش أدت إلى انهيار الأسعار ووضعت آلاف المربين على حافة الإفلاس.
وأوضح ذات المتحدث أن تكلفة إنتاج الكيلوغرام الواحد من الدجاج داخل الضيعات باتت تتراوح بين 14 و15 درهما، في حين يجبر المربون على بيع منتوجهم بأثمان متدنية لا تتجاوز 10.5 إلى 11 درهما للكيلوغرام، وهو ما يعني خسارة مضمونة تتراوح بين ثلاثة وأربعة دراهم عن كل كيلوغرام يتم تسويقه، وهذا الوضع، حسبه، ليس وليد صدفة أو نتيجة طبيعية لتقلبات السوق، بل هو نتيجة لعبة “مدبرة” من طرف أصحاب المحاضن.
وقال جناح إن المحاضن كانت على علم مسبق بوجود وفرة كبيرة قادمة في الإنتاج، ورغم ذلك قامت ببيع الكتاكيت للمربين بأسعار مرتفعة وصلت إلى عشرة دراهم للكتكوت الواحد في بداية الدورة. غير أنه، ومع وصول الدجاج إلى مرحلة التسويق، تفاجأ المربون بانهيار الأسعار بسبب وفرة العرض، بينما كانت المحاضن قد ضمنت أرباحا مهمة خلال عملية بيع الكتاكيت، تاركة المربين أمام خسائر ثقيلة.
ويضيف مصرحنا أن الأزمة الحالية خلفت تداعيات خطيرة تهدد بقاء العديد من الضيعات، خاصة الصغيرة منها، حيث ارتفعت ديون المربين تجاه شركات الأعلاف، وأصبح شبح الإفلاس يطارد الكثيرين منهم، في وقت يتعرض فيه القطاع كله لعدم استقرار يضعف ثقة المستثمرين ويهدد استمرارية الإنتاج.
ورغم كل ذلك، يؤكد جناح أن المربين لا يعارضون انخفاض أسعار بيع الدجاج للمستهلك، بل يرون أنه من الطبيعي أن يتراوح السعر في حدود 12 أو 13 درهما، شريطة ألا تتجاوز تكلفة الإنتاج 11 درهما للكيلوغرام، حتى يتمكن المربي من تحقيق هامش ربح بسيط يضمن له الاستمرارية ويغطي المجهود والمخاطر التي يتحملها.
وفي ختام تصريحه، شدد جناح على أن ما يتعرض له المربون اليوم هو عملية غش منظمة، محملا المحاضن المسؤولية الكاملة عن الخسائر التي تهدد قطاعا حيويا يوفر الأمن الغذائي لبلادنا ويشغّل آلاف الأسر.

