سطات: سوق عشوائي يعيد “دور الصفيح” ويخنق أحياء بالمدينة


حرر بتاريخ | 05/23/2025 | من طرف كشـ24

رغم كونها من بين أولى المدن المغربية التي أعلنت قبل سنوات عن القضاء النهائي على دور الصفيح، إلا أن الواقع في شارع مولاي سليمان بمدينة سطات، الفاصل بين حيي “بام” و”مانيا”، يكشف عكس ذلك تمامًا، فوضى عارمة، احتلال شامل للملك العمومي، تراكم للأزبال والنفايات، ضجيج خانق، وانتشار للدواب والكلاب الضالة… مشهد يومي يعكس تدهور شروط العيش الكريم وغياب أي مؤشرات للتنظيم أو المراقبة.

في ظل هذا الوضع المتردي، وغياب تام لأي تدخل من طرف السلطات المحلية وعلى رأسها قائد المنطقة، لجأ السكان المتضررون إلى رفع شكاية جماعية، توصلت الجريدة بنسخة منها، يناشدون فيها الجهات المعنية بالتدخل العاجل لرفع الضرر الذي بات يهدد صحتهم وسلامتهم ويقوّض السلم الاجتماعي في المنطقة.

السوق العشوائي، الذي استباح هذا الشريان الحيوي، لا يمثل فقط صورة من صور الفوضى، بل تسبب في أضرار متعددة كما ورد في الشكاية: نفايات وروائح كريهة، اختناق مروري بسبب العربات والدواب والدراجات الثلاثية، خطر دائم من الكلاب الضالة، وتلوث سمعي شديد بفعل مكبرات الصوت والألفاظ النابية المنتشرة على مدار اليوم.

أمام مسجد الفردوس، الواقع وسط هذه الفوضى، تحوّل محيط المكان إلى مكب عشوائي للنفايات، في مشهد يعبّر عن استهتار واضح بحرمة الدين وحرمة المصلين.

الأسوأ من كل ذلك، أن اختناق الأزقة والممرات جعل سيارات الإسعاف والطوارئ عاجزة عن الوصول إلى الحي، ما يشكل خطراً مباشراً على حياة السكان. حادثة وفاة أحد أطر الجمارك، الذي اضطر زملاؤه لحمل نعشه سيرًا على الأقدام وسط الأزقة المغلقة، لاتزال شاهدة على حجم المأساة.

أما التلاميذ، خاصة في مؤسسات التعليم الخصوصي، فيعانون يوميًا من صعوبة التنقل وعرقلة الحافلات، في ظل غياب أي بدائل أو دعم تنظيمي. وبالنسبة لكبار السن والمرضى، فقد تحول الحي من مكان للسكن والطمأنينة إلى بؤرة للفوضى والقلق اليومي.

الحي، الذي يُفترض أن يكون متنفسًا عمرانيا بفضل موقعه الاستراتيجي، بات نقطة سوداء تطرح أكثر من علامة استفهام حول صمت السلطات المحلية وتواطؤها بالصمت أمام كارثة عمرانية تهدد حياة ومصير ساكنة بأكملها.

فهل تتحرك الجهات المسؤولة بسطات قبل أن تتفاقم الأوضاع؟ أم أن ساكنة “بام” و”مانيا” مقدّر لهم الاستيقاظ كل صباح على ضجيج الباعة، وروائح النفايات، وعبور الكلاب والدواب بين الأزقة؟