يشهد عدد من الدول الإفريقية، من بينها المغرب، تأخيرات متزايدة في معالجة طلبات الحصول على التأشيرات الأمريكية، في ظل ضغط غير مسبوق على القنصليات الأمريكية عبر القارة.
وتشمل هذه الوضعية تسع دول إفريقية، أبرزها المغرب، نيجيريا، مصر، جنوب إفريقيا، أوغندا، تنزانيا، إثيوبيا وزامبيا، حيث باتت فترات الانتظار تمتد لأشهر طويلة، خاصة بالنسبة للمتقدمين لأول مرة.
وقد أدى الارتفاع الكبير في عدد الطلبات، خاصة من المتقدمين لأول مرة للحصول على تأشيرة (B1/B2)، إلى تمديد المواعيد لعدة أشهر، وهو ما زاد من تعقيد خطط السفر للمواطنين المغاربة مع اقتروب مواسم الذروة.
وتؤثر هذه التأخيرات بشكل أساسي على طالبي تأشيرات السياحة والأعمال (B1/B2)، إضافة إلى الطلبة، ورجال الأعمال، والراغبين في زيارة أفراد أسرهم.
وبحسب موقع “بيزنس إنسايدر أفريكا”، يُعزى هذا الوضع إلى الارتفاع الكبير في عدد الطلبات، بالتوازي مع تشديد الإجراءات الأمنية واعتماد مساطر تدقيق أكثر صرامة، ما أدى إلى إنهاك القدرات القنصلية الأمريكية في عدد من العواصم الإفريقية.
في المغرب، تواجه السفارة الأمريكية بالدار البيضاء ضغطا متزايدا نتيجة الإقبال الكبير على طلبات التأشيرة، سواء لأغراض الدراسة أو السياحة أو الأعمال. وقد ساهم تشديد إجراءات الفحص الأمني في إطالة آجال المعالجة، حيث بات العديد من المتقدمين، خاصة الجدد، ينتظرون عدة أشهر للحصول على موعد أو قرار نهائي.
وتُعد نيجيريا من أكثر الدول تضررا، نظرا لكونها من أكبر مصادر طلبات التأشيرة في إفريقيا، إذ تواجه سفاراتها ازدحاما شديدا وتعقيدات إضافية مرتبطة بالفحوصات الإدارية، فضلا عن إدراجها ضمن قائمة القيود الجزئية على بعض أنواع التأشيرات ابتداء من يناير 2026.
ولا يختلف الوضع كثيرا في مصر وأوغندا، حيث أدى تزايد عدد الطلبات وتشديد الإجراءات إلى تراكم الملفات وتأخير المواعيد، سواء بالنسبة للمواطنين المحليين أو لمقدمي الطلبات من دول أخرى. أما في جنوب إفريقيا، فقد أسهم ارتفاع الطلب من قطاعات السياحة والأعمال، إلى جانب إجراءات إدارية إضافية، في إطالة فترات الانتظار وتكدس الملفات.
كما تواجه تنزانيا، إثيوبيا وزامبيا تحديات مماثلة، حيث تعاني السفارات الأمريكية من محدودية الموارد البشرية والتقنية، في وقت تشهد فيه هذه الدول طلبا متناميا على التأشيرات، مع توقع أن تزيد القيود الجديدة المرتقبة من تعقيد الوضع خلال الأشهر المقبلة.
ويعكس هذا المشهد توجها عاما في إفريقيا، يتمثل في تزايد الرغبة في السفر إلى الولايات المتحدة لأغراض متعددة، مقابل تشدد متنامٍ في السياسات الأمنية والهجرية الأمريكية. ومع حلول موسم الأعياد وبداية السنة الجديدة، يُرتقب أن تتفاقم هذه التأخيرات، ما يفرض على المتقدمين التخطيط المسبق والاستعداد لفترات انتظار أطول من المعتاد.

