سجل المغرب تحسناً ملحوظاً في مؤشرات التنمية البشرية بين عامي 2014 و2024، وفقاً لدراسة حديثة للمندوبية السامية للتخطيط. الدراسة التي حملت عنوان “خريطة الفقر متعدد الأبعاد: المشهد الترابي والديناميكية”، كشفت عن تراجع طفيف في انتشار الإعاقة، وتقدم كبير في مجالي التعليم وظروف العيش.
وأظهرت الدراسة انخفاضاً في نسبة انتشار الإعاقة على المستوى الوطني، من 5.1% في عام 2014 إلى 4.8% في عام 2024. وكان هذا التراجع أكثر وضوحاً في الوسط الحضري، حيث انخفضت النسبة من 4.8% إلى 4.2%. بينما ظل الوضع في الوسط القروي مستقراً تقريباً، مع ارتفاع طفيف من 5.5% إلى 5.6%.
كما شهدت نسبة السكان الذين يعيشون في أسر تضم شخصاً واحداً على الأقل في وضعية إعاقة انخفاضاً وطنياً، من 21.5% في عام 2014 إلى 17.0% في عام 2024. وتراجع هذا المؤشر في الوسط القروي من 25.4% إلى 20.7%، وفي الوسط الحضري من 19.0% إلى 14.8%.
وعلى المستوى الجهوي، لا تزال جهة درعة-تافيلالت تسجل أعلى نسبة من السكان الذين يعيشون في أسر تضم شخصاً في وضعية إعاقة (20.9% في 2024 بعد أن كانت 27.4% في 2014)، تليها جهة الشرق (20.4% بعد أن كانت 24.5%).
وأكدت المندوبية أن الفترة بين الإحصاءين شهدت تحسناً كبيراً في ظروف عيش السكان المغاربة، ما يعكس التقدم في التنمية البشرية وتوسع الولوج إلى الخدمات الاجتماعية الأساسية. وشمل هذا التحسن قطاعات حيوية مثل التعليم، الصحة، السكن، والبنيات التحتية الأساسية.
وسجل قطاع التعليم تطوراً إيجابياً، حيث ارتفع معدل التمدرس لدى الأطفال بين 6 و14 سنة من 90.7% في 2014 إلى 94.3% في 2024. ويعزى هذا التحسن بشكل خاص إلى الارتفاع القوي في الوسط القروي، حيث قفز المعدل من 84.2% إلى 92.1%، مما قلص الفجوة مع الوسط الحضري (95.8%).
وبرزت جهات مثل الشرق (من 87.7% إلى 93.5%)، مراكش-آسفي (من 88.1% إلى 93.7%)، وبني ملال-خنيفرة (من 89.5% إلى 94.3%) كأكثر الجهات تحقيقاً للتقدم في هذا المجال.
وفيما يخص تعليم الكبار (الأشخاص البالغين 15 سنة فما فوق الذين أكملوا خمس سنوات دراسية على الأقل)، ارتفعت النسبة الوطنية من 51.5% في 2014 إلى 60.2% في 2024. وسجل الوسط القروي تحسناً أكبر، حيث ارتفعت النسبة من 32.0% إلى 43.3%، مقارنة بالوسط الحضري الذي انتقل فيه المؤشر من 63.3% إلى 69.5%.
وتعتبر جهات طنجة-تطوان-الحسيمة (من 46.9% إلى 59.7%)، مراكش-آسفي (من 44.2% إلى 55.1%)، وسوس-ماسة (من 47.0% إلى 57.1%) الأكثر تطوراً في مجال تعليم الكبار خلال الفترة المذكورة.