احتضنت قاعة الاجتماعات الكبرى بملحق جماعة مراكش، بشارع محمد السادس صبيحة يومه الاثنين 18 نونبر 20 فعاليات الملتقى العربي الثاني للتنمية السياحة، تحت شعار تحديات ورؤى التنمية السياحية في مقاصد التراث الإسلامي.
وقد نظمت الجلسة ضمن فعاليات “مراكش عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي سنة 2024″، من طرف المنظمة العربية للتنمية الإدارية، التابعة لجامعة الدول العربية، بشراكة مع جماعة مراكش، وتحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، بمشاركة وفود من مختلف الدول العربية والمؤسسات المعنية بالتنمية السياحية.
وقد عبرت عمدة مراكش فاطمة الزهراء المنصوري، من خلال كلمة القاها نيابة عنها نائبها الاول محمد الادريسي، عن ترحيبها بالمشاركين في الملتقى في مدينة مراكش الحمراء، مدينة التاريخ والحضارة، والبهجة والسياحة، والنخيل والمنتزهات والبيئة الخلابة النظيفة، مشيرة الى فخرها واعتزازها بأن تحتضن هذه المدينة الملتقى العربي الثاني للتنمية السياحية، بحضور وازن للعديد من الشركاء ووفود مختلف الدول العربية والمؤسسات المهتمة بالتنمية السياحية. وتزامنا مع احتفال الشعب المغربي بعيد الاستقلال المجيد، الذي يعدّ محطة فارقة في تاريخ المغرب، يجسّد إرادة الشعب المغربي في التحرر من الاستعمار، واستعادة سيادته الوطنية .
واضافت المنصوري ان هذا الحدث الكبير الذي يجمع نخبة من الخبراء والمختصين في مجال السياحة والتنمية الثقافية من مختلف أنحاء الوطن العربي؛ حيث يأتي هذا الملتقى ليس فقط ليكون منصة لتبادل المعرفة والخبرات، بل ليعزّز أيضا التعاون العربي المشترك في مجال السياحة الثقافية والتراثية، التي تُعد ركيزة أساسية لتنمية اقتصادنا المحلي والعربي معبرة عن يقينها بأن هذا الملتقى سيكون إضافة نوعية وانطلاقة لآفاق جديدة من التعاون والابتكار في مواجهة التحديات البيئية والاقتصادية والاجتماعية التي تواجه السياحة في بلداننا العربية والإسلامية
وأكدت “المنصوري” أن هذا الملتقى هو فرصة ذهبية ثمينة للتفاعل بين الخبراء وصناع القرار، وللرقيّ بتجاربنا السياحية، وبناء شراكات استراتيجية ومبادرات تعود بالنفع على الجميع، والخروج برؤى وتوصيات جديدة تسهم في تعزيز التنمية المستدامة لمقاصدنا التراثية، مع التركيز على كيفية استغلال التكنولوجيا واستخدام التقنيات الحديثة والتسويق الرقمي للدفع بعجلة التنمية السياحية، بطريقة تحافظ على أصالة التراث وتحترم البيئة الثقافية والاجتماعية، وتساهم في تطوير السياحة في بلداننا العربية وتعزيز مكانتها العالمية.
ويهدف هذا الملتقى إلى تبادل الرؤى والخبرات في مجال تنمية السياحة الثقافية والتراثية، وتطوير الاستراتيجية التسويقية العربية، وتنمية الاقتصاد المحلي للمدن السياحية العربية و الاجابة على الأسئلة المرتبطة بالرؤى المستقبلية للتنمية السياحية في التراث العربي الإسلامي، واستراتيجيات التسويق، وكيف يمكن استثمار التكنولوجيا الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي للترويج للمقاصد السياحية الثقافية، إضافة إلى دور التعاون العربي ومساهمة الشراكات بين الدول العربية في تعزيز السياحة الثقافية، وضمان استدامة السياحة على المدى الطويل.
وقد الملتقى تطرق إلى مجمل التحديات التي تواجه التنمية السياحية في مقاصد التراث الإسلامي، وفي مقدمتها الحفاظ على التراث والتحديات البيئية لتأثير السياحة الجماعية وضعية المواقع الأثرية، والتحديات الثقافية لضمان الحفاظ على الصورة الثقافية الأصيلة دون تشويه أو استغلال، والتحديات الاقتصادية المتمثلة في تنمية الاقتصاد المحلي من خلال السياحة دون أن تؤدي ذلك إلى “تسليع” أو تحويل المواقع التاريخية مجرد منتوج سياحي.