تستعد جامعة القاضي عياض بمراكش لاحتضان حدث علمي غير مسبوق في إفريقيا، حيث سيتم افتتاح معرض دولي واسع بعنوان “إفريقيا في أصل الحياة” يوم السبت 29 نونبر.
هذا الحدث الكبير يقدم للزوار تجربة غامرة تحكي رحلة الحياة على الأرض، من ظهور أولى الخلايا الحية قبل مليارات السنين إلى بروز أوائل أشباه البشر، مع إبراز إفريقيا باعتبارها المسرح الرئيسي الذي حفظ آثار نشأة الحياة وتطورها.
ويأتي تنظيم هذا المعرض ثمرة تعاون بين جامعة القاضي عياض وجامعة بواتييه الفرنسية، بدعم من المركز الوطني للبحث العلمي وعدد من الشركاء المغاربة والدوليين.
وسيستمر المعرض، الذي يقام في مدينة اللغات والثقافات التابعة للجامعة، إلى غاية 28 فبراير 2026، مع فتح أبوابه مجانا أمام الجميع، بهدف جعل المعرفة العلمية في متناول جمهور واسع ومتنوّع.
ويعتمد المعرض على تحويل أرشيف جيولوجي وبيولوجي يمتد لمليارات السنين إلى تجربة بصرية وحسية جذابة، إذ يجمع بين الصخور والحفريات والتقنيات الرقمية الحديثة، ليقدم سردا علميا مبسطا يبرز كيف تشكلت الأرض وتطورت الحياة عبر الزمن.
ويشير المنظمون إلى أن إفريقيا لا تُقدَّم هنا كإطار جغرافي فحسب، بل كأرشيف طبيعي يحتفظ في طبقاته الصخرية بأهم الأدلة العلمية حول أصل الحياة وتطورها.
ويقوم هذا العرض العلمي على اكتشافات ميدانية بارزة من المغرب والغابون وموريتانيا وناميبيا، وغيرها من المناطق الإفريقية التي لعبت دوراً محورياً في فهم تاريخ الأرض.
وقد تم إعداد سينوغرافيا مبتكرة تجمع بين الإضاءة الحديثة والعروض البصرية والخط الزمني والواجهات التفاعلية، إضافة إلى تجارب لمس ومقارنة تسمح للزائر بفهم أكبر لمسار تطور الحياة.
كما تضم التجربة استخدام الهولوغرام ثلاثي الأبعاد والرسوم المتحركة بدقة 4K، ما يمنح الزوار محتوى تعليميا غنيا ومشوقا في الوقت نفسه.
ولكي يكون الحدث شاملا وموجها لكل فئات المجتمع، تم إعداد برامج متنوعة تشمل زيارات مؤطرة لتلاميذ المدارس، وورشات للتعريف بعلوم الأرض، ولقاءات ومحاضرات لفائدة الطلبة والباحثين، إضافة إلى توفير فضاءات ملائمة للإعلاميين وصناع المحتوى للاستفادة من الجانب البصري القوي الذي يقدمه المعرض.
ويطمح المنظمون إلى أن يساهم المشروع في تعزيز مكانة إفريقيا كمهـد للحياة، وفي تشجيع الشباب على الاهتمام بالعلوم، وفي إشراك الجمهور العام في قصة إنسانية مشتركة تجمع الجميع حول جذور الوجود.
وسيتم افتتاح المعرض رسميا يوم الجمعة 28 نونبر على الساعة العاشرة والنصف صباحا، فيما يجري التفكير في تحويله إلى معرض متنقل داخل المغرب ابتداء من مارس 2026، لإتاحة الفرصة لمناطق أخرى للاستفادة من قيمته العلمية والثقافية وتعزيز التعاون والشراكات المستقبلية.