وصف المستشار الجماعي عن الحزب الاشتراكي الموحد بمجلس مقاطعة أكدال، زكرياء التلمساني، وضعية النقل الحضري بمدينة فاس بالكارثية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، مؤكدا أن واقع الحافلات لا يليق بمستوى المدينة وتاريخها، ولا يحترم الحد الأدنى من شروط الحياة الكريمة للمواطنين والمواطنات.
وأوضح التلمساني، في تصريح خص به موقع كشـ24، أن مظاهر الأزمة تتجلى في الحالة المهترئة للحافلات، وتكرار الأعطاب والحوادث، بما فيها احتراق حافلات وسقوطها المفاجئ وسط الشارع، ناهيك عن التأخر المزمن في المواعيد والنقص الحاد في الأسطول، مما يهدر زمن المواطنين، سواء في مسارهم المهني أو الدراسي.
وأشار المتحدث ذاته، إلى أن السلامة الجسدية للركاب أصبحت مهددة بشكل جدي، مضيفا: “ماشي مرة ماشي جوج، شفنا حافلات تحترق وتسقط بشكل مفاجئ، والسبب واضح: تهالك الأسطول بشكل غير مقبول”.
وعبر التلمساني عن استغرابه من غياب أي رؤية تنموية حقيقية لقطاع النقل، خصوصا في ظل ترقب مدينة فاس لاحتضان تظاهرات رياضية قارية ودولية ككأس إفريقيا للأمم وكأس العالم، دون أن تتوفر على نظام نقل حضري يليق بمكانتها.
وقال في هذا السياق: لا يعقل أن نتحدث عن العراقة والتاريخ والكرامة الإنسانية، بينما النقل الحضري لا يستجيب لأدنى متطلبات الحياة المدينية، ولا يضمن ولوجيات أو جودة أو احترام المواطن الفاسي.
كما انتقد التلمساني غياب البدائل، مشيرا إلى أن فاس لا تتوفر لا على ترامواي ولا على مترو، والمواطن لم يتبق له سوى الاعتماد على الطاكسيات التي تعرف بدورها ارتفاعا مستمرا في الأسعار، مقابل نقص كبير في العدد، خاصة سيارات الأجرة من الصنف الكبير.
وختم المستشار الجماعي تصريحه بتوجيه نقد لاذع للمجلس الجماعي لمدينة فاس، معتبرا أن حصيلتها في ملف النقل الحضري صفرية، ومشددا على أن المجلس الجماعي فشل فشلا ذريعا في تدبير هذا الملف منذ انتخابه في 8 شتنبر 2021، قائلا:
الجماعة عاجزة عن حل هذا الملف، ولم تنجح في فتح أي قنوات فعالة لا مع وزارة الداخلية، ولا مع الشركة المفوض لها تدبير القطاع، ولا مع باقي الأطراف المعنية، نحن أمام فشل سياسي شامل يقتضي تقييما حقيقيا ومشتركا من كل الفاعلين، بما فيهم المجتمع المدني، لأن ملف النقل يمس الجميع.