قال عباس الوردي، المحلل السياسي وأستاذ القانون الدستوري بجامعة محمد الخامس بالرباط، إن إعلان جلالة الملك محمد السادس، يوم 31 أكتوبر من كل عام عيدا وطنيا تحت اسم “عيد الوحدة”، يشير إلى توجه الملك السامي نحو تعزيز المناخ الوطني والدولي المؤيد للوحدة الترابية للمملكة.
وأوضح الوردي ضمن تصريحه لموقع كشـ24، أن هذا الاحتفال يعكس التزام المملكة بالوحدة الترابية من طنجة إلى الكويرة، ويؤكد تلاحم الشعب والملك في مواجهة كل الترهات التي استهدفت وحدة المغرب. وأضاف أن المعنى العميق للوحدة يتجاوز الجغرافيا ليشمل الوحدة الوطنية والشعور المشترك بالمسؤولية تجاه الوطن، وهو ما ينعكس في مشاركة المؤسسة الملكية في المناسبات الوطنية الكبرى والبنية المؤسسية التي تدعم القضايا المصيرية للمملكة، وعلى رأسها قضية الصحراء المغربية.
وأشار الوردي إلى أن هذا التوجه الملكي يتزامن مع الاحتفال بالذكرى الخمسينية للمسيرة الخضراء والسبعينية للاستقلال، ما يشكل فرصة لتسليط الضوء على الدبلوماسية المغربية الراقية والمبنية على النتائج، والتعاون بين مختلف الفاعلين الوطنيين لتعزيز مكانة المغرب إقليميا ودوليا.
وأكد المحلل السياسي أن ملحمة الملك والشعب تتحقق عبر الوحدة وتعزز من المشاركة المواطنية، حيث يُدرك كل مواطن حقوقه وواجباته ويعمل جنبا إلى جنب مع الملك لتحقيق الرؤية الملكية الطموحة. وأضاف أن مشروع الحكم الذاتي الذي تقدمه المملكة يعكس الحنكة الملكية ويبرهن على التزام المغرب بالشرعية الدولية، ويؤكد أن الصحراء جزء لا يتجزأ من المغرب.
واختتم الوردي تصريحه بالقول إن الوحدة الوطنية لا تتوقف عند المستوى الرسمي أو المؤسساتي، بل تمتد لتشمل جميع المغاربة من طنجة إلى الكويرة، بغض النظر عن الانتماءات الحزبية أو الجمعوية أو النقابية، في إطار اللحمة بين العرش والشعب، وتأكيد الشعار الخالد: الله، الوطن، الملك.

