تعيش مختلف المدن المغربية، وعلى رأسها مراكش، على وقع تصاعد التوتر بين سائقي سيارات الأجرة ومهنيي النقل عبر التطبيقات الذكية، وهو صراع قديم متجدد؛ لكنه اليوم يكتسي “حساسية” أكبر بالتزامن مع اقتراب موعد نهائيات كأس أمم إفريقيا 2025 التي ستحتضنها المملكة بين 21 دجنبر و18 يناير، حيث تتزايد المخاوف من تفاقم هذه المواجهات مع التوافد المرتقب للمشجعين الأجانب والمغاربة على المدن المحتضنة.
هذا الصراع، الذي يصل في بعض الأحيان إلى صدامات جسدية ومطاردات خطيرة تهدد سلامة المواطنين والزوار، على غرار ما حدث ليلة أول أمس الخميس بزنقى محمد البقال، حينما تعرض سائحان أجنبيان لإصابات أثناء فرار سائق سيارة للنقل الذكي من سيارات أجرة، يثير ( الصراع) تخوفات جدية من المساس بالصورة الحضارية للمملكة وتكدير صفو هذا الحدث القاري الهام.
هذه الحوادث الأليمة، والتي يعاد معها فتح ملف الفراغ القانوني الذي ينظم عمل التطبيقات، تطرح تساؤلات مؤلمة حول دور وزارة الداخلية والأجهزة المكلفة بالمراقبة في ضمان الأمن العام وحماية مستعملي الطريق، بمن فيهم السياح الأجانب.
إن اعتماد الأجانب على تطبيقات النقل الذكي يعتبر أمرا طبيعيا وراسخا في بلدانهم، ومن المتوقع أن يرتفع الطلب عليها بشكل كبير تزامنا مع توافد جماهير “الكان”؛ إلا أن تحول بعض سائقي سيارات الأجرة إلى “قطاع طرق” لاستهداف سيارات النقل الذكي، كما حدث مؤخرا في مراكش، يضع سلامة ضيوف المغرب في خطر مباشر، ويزيد من حدة التوتر في قطاع النقل الحضري.
وأكد مهتمون بالشأن المحلي، أن هذه الوضعية تهدد بنسف الجهود المبذولة لإنجاح “الكان”، وتستوجب من السلطات المعنية، وعلى رأسها وزارة الداخلية، إصدار إجراءات استثنائية وعاجلة لضمان الأمن العام خلال فترة البطولة، سواء عبر تكثيف الحضور الأمني للردع الفوري لأي سلوك بلطجي، أو عبر اتخاذ قرار تنظيمي مؤقت يسمح بدمج أو تقنين عمل التطبيقات بشكل يضمن التنافس الشريف وسلامة جميع المستخدمين، مشددين على أن الرهان اليوم لا يتعلق فقط بتنظيم بطولة إفريقية ناجحة، بل أيضا بتثبيت صورة بلد قادر على ضمان أمن وتنقل ضيوفه في أفضل الظروف.
وكانت زنقة محمد البقال بحي جليز في مراكش، شهدت ليلة الخميس 11 دجنبر الجاري، فصلا آخر من فصول الصراع بين سائقي سيارات الأجرة ومهنيي النقل عبر التطبيقات الذكية، تسبب في تعرّض سائحة أجنبية وزوجها بإصابات، خلال محاولتهما صعود سيارة تابعة لأحد هذه التطبيقات.
وحسب المعطيات التي توصلت بها “كشـ24″، فإن السائحة وزوجها كانا قد طلبا سيارة عبر التطبيق بعد مغادرتهما مطعما بزنقة محمد البقال، غير أن مجموعة من سائقي سيارات الأجرة اعترضوا طريق السائق فور وصوله إلى المكان، وقاموا بمحاصرته، مما دفعه إلى الفرار بشكل مفاجئ عندما كان الزبونان يهمان بركوب السيارة، وهو ما تسبب في إصابة السائحة على مستوى رجلها فيما أصيب زوجها في اليد.
وخلال حالة الارتباك التي رافقت الحادث، فرّ سائق السيارة وبحوزته حقيبة السائحة التي تضم وثائقها الشخصية، من بينها بطاقة الهوية وجواز السفر وبطاقة بنكية ومبلغ مالي.

