أثار قرار المنتخب الجزائري المشارك في منافسات كأس أمم إفريقيا 2025، إقامة صلاة الجمعة داخل مقر إقامته بالعاصمة الرباط، بإشراف إمام خاص تم توفيره بناء على طلب الوفد، موجة استغراب وانتقاد واسعة، ليس بسبب أداء الشعيرة الدينية في حد ذاتها، وإنما بسبب الخلفيات والدلالات التي رافقت هذا التصرف، والذي بدا للكثيرين انعكاسا مباشرا لعقلية نظام سياسي يصرّ على خلط الرياضة بالسياسة، ويواصل الإساءة لصورة كل ما هو جزائري بسبب عقدته المزمنة تجاه المغرب.
وبدلا من الانخراط في الأجواء الأخوية التي توفرها المملكة، أصر نظام العسكر على نقل صراعاته السياسية إلى محراب الصلاة، إذ في وقت توجهت فيه جميع المنتخبات والأندية المسلمة المشاركة في البطولة إلى مساجد المملكة العريقة بكل بساطة وتواضع، اختار “الخضر” -بإملاءات فوقية- ممارسة “عبادة استثنائية” خلف جدران الفندق، وكأن المساجد المغربية التي تعج بالعلماء والفقهاء الأجلاء تفتقر للشرعية في نظر “الكابرانات.
ويرى كثيرون أن مثل هذه القرارات لا تسيء للمغرب، الذي وفّر ظروفا تنظيمية محترمة وفضاءات مفتوحة لجميع المشاركين، بقدر ما تضر بصورة المنتخب الجزائري نفسه، الذي يُصوَّر وكأنه “كائن معزول”، وتضعه في موقع لا يعكس حقيقة فئة عريضة من الشعب الجزائري ولا قناعاته، بل يعكس خيارات نظام يصرّ على تحميل الرياضة والدين أعباء صراعاته السياسية.
وأكد متتبعون أن استقدام “إمام ديليفري” يكشف عن “فوبيا” حقيقية لدى النظام الجزائري من أي تقارب شعبي قد ينسف روايات العداء الممنهج التي يغذيها إعلامه الرسمي.
وشددوا، على أن هذه الواقعة أثبتت أن نظام العسكر لا يتردد في الإساءة لصورة الجزائر الدولية والرياضية من أجل إرضاء عقده التاريخية تجاه المغرب؛ فبينما نجحت المملكة في تقديم نسخة تنظيمية عالمية تتسم بالانفتاح والترحيب، اختار الطرف الآخر التقوقع داخل فقاعة “التعالي الرمزي”، محولا شعيرة دينية مقدسة إلى مشهد يدعو للسخرية أكثر من الاحترام.

