شهدت جماعة “تويزكي” الحدودية بإقليم آسا الزاك، فعاليات النسخة الخامسة من المهرجان الدولي للرحل، وهو الحدث الثقافي البارز الذي يروم الاحتفاء بالتراث اللامادي وحياة البداوة في المناطق الصحراوية.
وفي هذا السياق أكد الدكتور نبيل الصافي، رئيس المجمع الوطني للثقافة، في تصريحه لموقع كشـ24، أن فعاليات مهرجان الرحل في نسخته الخامسة، التي احتضنتها منطقة تويزيكي بمدينة آسا على مدى ثلاثة أيام، من الجمعة 19 دجنبر 2025 إلى غاية الأحد 21 دجنبر الجاري، مرت في أجواء متميزة عكست عمق الموروث الثقافي للرحل وأهميته في ترسيخ الهوية والوحدة الوطنية للمملكة المغربية.
وأوضح الصافي أن هذه الدورة، المنظمة تحت شعار “موروث الرحل امتداد للهوية والوحدة الوطنية للمملكة المغربية”، من طرف مؤسسة تويزيكي للتنمية والثقافة وحماية التراث بشراكة مع جماعة تويزيكي، تميزت بالجدية في التنظيم، وحسن الاستقبال، وكرم الضيافة، مشيدا بالمجهودات الكبيرة التي بذلها المنظمون، وعلى رأسهم رئيس المؤسسة، في إخراج المهرجان في صورة مشرفة تليق بمكانة الثقافة الرحلية.
وأضاف ذات المتحدث أن نجاح هذه التظاهرة الثقافية يعود بالأساس إلى العمل الجماعي المحكم والتنسيق الجيد بين مختلف المتدخلين، إضافة إلى مساهمة أطر متمرسة في مجالات التسيير والتنظيم، وهو ما انعكس إيجابا على جودة البرمجة وتنوع فقرات المهرجان.
وسجل الصافي أن المهرجان عرف إقبالا جماهيريا مهما، حيث استقبل أزيد من 3000 زائر من داخل المغرب وخارجه، عبروا عن إعجابهم بمستوى التنظيم وغنى العروض المقدمة، سواء على المستوى الثقافي أو الأكاديمي أو الفني.
وعلى الصعيد العلمي والفكري، أبرز الصافي أن المهرجان استقطب نخبة من الدكاترة والباحثين من المغرب وموريتانيا والجزائر، الذين ساهموا بمحاضرات علمية تناولت قضايا ثقافية وتراثية واجتماعية وطبية تهم المجال الصحراوي وثقافة الرحل، مبرزا أن هذه الندوات لقيت تفاعلا كبيرا من طرف الحضور بالنظر لقيمتها المعرفية.
كما أشار رئيس المجمع الوطني للثقافة إلى أن المهرجان عرف حضور شخصيات وازنة، من ضمنها عامل صاحب الجلالة على عمالة آسا الزاك، إلى جانب ممثلي السلطات المحلية، وشخصيات إعلامية وعسكرية ومدنية، وأساتذة وباحثين، ما أضفى على التظاهرة بعدا رسميا ومكانة اعتبارية خاصة.
أما على المستوى الفني، فقد عرفت هذه الدورة مشاركة فنانين من دول إفريقية شقيقة، من بينها مالي والجزائر وموريتانيا، إلى جانب الفنانة وردة الموريتانية والفنان الجزائري قادر تيرهاني، حيث قدمت عروضا فنية متنوعة عكست غنى وتنوع التراث الثقافي الصحراوي والإفريقي.
واختُتمت فعاليات المهرجان بتنظيم مسابقة في رمي الشارة، وسباق مزاين الإبل، وسباق الهجن، إضافة إلى مسابقة الطبخ، إلى جانب نصب خيمة للشعر وأخرى للأدب، في مشهد احتفالي يعكس تشبث الساكنة بموروثها الثقافي الأصيل.
كما شهد حفل الاختتام توقيع اتفاقية شراكة بين مؤسسة المهرجان والمجمع الوطني للثقافة، إلى جانب تتويج الأستاذ أمين بوكنيم بالجائزة الأولى الثقافية لسنة 2025 صنف ثقافة الرحل، ومنح مهرجان الرحل شهادة الجودة الثقافية من طرف المجمع الوطني للثقافة.
وفي ختام تصريحه، شدد الصافي على أن مهرجان الرحل بتويزيكي أصبح موعدا ثقافيا سنويا بارزا، يسهم في صون التراث اللامادي للرحل، وتعزيز إشعاع الثقافة الصحراوية، وترسيخ قيم الانتماء والوحدة الوطنية، داعيا إلى مواصلة دعم مثل هذه المبادرات الثقافية الهادفة.