ودّع المغرب يومه الإثنين 08 شتنبر الجاري، واحدا من أبرز أعمدة الفن الكناوي، المعلم مصطفى باقبو، الذي وافاه الأجل بعد مسيرة حافلة بالعطاء والإبداع، إذ ووري جثمانه الثرى في مسقط رأسه بمدينة مراكش.
ورغم المكانة الفنية الكبيرة التي حظي بها الراحل، إلا أن جنازته شهدت غيابا لافتا لوجوه فنية توقع الجميع حضورها، باستثناء عدد محدود من فناني كناوة بالمدينة الحمراء.
ولم تشهد جنازة الراحل حضوروجوه فنية بارزة، وخصوصا أعضاء فرقة جيل جيلالة الذين رافقوه خلال ثمانينات القرن الماضي، وهو ما يطرح تساؤلات حول معنى الوفاء والتقدير في الوسط الفني، فالمعلم باقبو لم يكن مجرد فنان عابر، بل كان قامة فنية شاركت في إثراء التراث المغربي وساهم في إشعاع الفن الكناوي عالميا.
وكان لمعلم مصطفى باقبو، المزداد بمدينة مراكش، من الرواد الذين ساهموا في إثراء الحركة الموسيقية الشعبية المغربية، حيث ابتدأ مشواره الفني مع مجموعة نجوم الحمرا قبل أن يلتحق بفرقة جيل جيلالة في ثمانينات القرن الماضي، واستطاع أن يمزج بين الكناوي الأصيل وألوان موسيقية عالمية، ما منح أعماله شهرة تجاوزت حدود المغرب.
ولم يقتصر إبداع الراحل على التراث المغربي، بل امتد إلى الساحة العالمية، إذ تعاون مع كبار الفنانين مثل ماركوس ميلر، بات ميثني، لويس بيرتينياك، وإيريك ليكَنيني، كما شارك مع فرقة الجاز الفرنسية سيكسون، وحضر تظاهرات فنية كبرى في أمريكا وآسيا وأوروبا، ليخلد اسمه كأحد أبرز سفراء الكناوي في العالم.